في إطار فعاليات منتدى الاستثمار الإفريقي، الذي نُظم يومي 26 و27 نونبر 2025 بالرباط، جمعت شركة هواوي ما يقارب 600 شخصية من كبار المسؤولين الحكوميين وشركاء التنمية وقادة القطاع الصناعي، من أجل مناقشة السبل الكفيلة بتسخير التكنولوجيات الرقمية والبنى التحتية الحديثة لخدمة النمو الشامل والمستدام في القارة الإفريقية. ومن خلال جلستين مخصصتين ضمن البرنامج، استعرضت هواوي رؤى استراتيجية ومقاربات عملية من شأنها تسريع وتيرة التحول الرقمي في إفريقيا.
وفي ظل ما تشهده القارة من ثورة رقمية تعيد تشكيل اقتصاداتها وخدماتها العمومية، لا يزال جزء كبير من السكان يفتقر إلى الربط الموثوق بالشبكة، مما يحرم مئات الملايين من فرص الولوج إلى الاقتصاد الرقمي والاستفادة من إمكانياته.
وخلال الجلسة التي نُظمت تحت عنوان "التحول الرقمي في إفريقيا: تسخير التكنولوجيات الناشئة لتحقيق نمو شامل وتعزيز القدرة التنافسية على الصعيد العالمي"، قدم كريس مينغ، رئيس التسويق والحلول لدى هواوي لمنطقة شمال إفريقيا، الإطار الاستراتيجي الجديد للشركة والمسمى "المستجدات الأربعة". وقد سلط الضوء من خلاله على البنية التحتية الجديدة، المرتكزة على الشبكات السريعة، والحوسبة السحابية، والتكنولوجيات الذكية، والخدمات المالية الرقمية، باعتبارها الأساس الذي ينبني عليه التقدم الرقمي. وأوضح أن هذه البنية المتينة تمثل دعامة رئيسية لاقتصاد جديد يقوم على رقمنة القطاعات ونماذج النمو المبتكرة، ولمجتمع جديد يتمتع بخدمات عمومية أكثر شمولًا، ولأمن رقمي جديد يضمن فضاءات أكثر أمانًا ومرونة.
وقد شارك في هذه الجلسة عدد من كبار المسؤولين، من ضمنهم عبد الله ولد سليمان ولد الشيخ سيديا، وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، وإسماعيل نابي، وزير التخطيط والتعاون الدولي بجمهورية غينيا. كما حضرها عدد من ممثلي المؤسسات الصناعية والمالية، من بينهم كولين هو، رئيس قسم حلول المؤسسات لدى هواوي لمنطقة شمال إفريقيا، وعثمان فال ممثل مجموعة البنك الإفريقي للتنمية.
وخلال مداخلاتهم، شدد المتحدثون على أهمية الاستثمار في تنمية رأس المال البشري، وتدعيم الركائز الرقمية، وإرساء شراكات استراتيجية طويلة الأمد تُمكّن من تحقيق نمو أكثر شمولًا واستدامة. وأكد الوزير ولد الشيخ سيديا على ضرورة تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص بهدف بناء منظومة رقمية تجعل من الاقتصاد الرقمي محورًا أساسيًا في السياسات الوطنية للتنمية.
من جانبه، شدد الوزير نابي على الدور المحوري الذي تضطلع به القدرات الرقمية والابتكار التكنولوجي في تسريع وتيرة التقدم الاقتصادي والاجتماعي. أما البنك الإفريقي للتنمية، فقد جدد التأكيد على أن البنية التحتية القوية، لاسيما ما يتعلق بالاتصال، تمثل ركيزة ضرورية لكل تحول اقتصادي عميق.
وفي هذا السياق، صرح كولين هو قائلاً: "من الفجوة الرقمية إلى الفرص الرقمية، ومن البنى التحتية إلى القيمة الشاملة، تكتب إفريقيا اليوم فصلًا جديدًا من مسيرتها في العصر الرقمي".
وفي اليوم الموالي، واصلت هواوي إغناء النقاش من خلال تنظيم جلسة خاصة تحت شعار "معًا، نبني إفريقيا رقمية شاملة"، استعرضت فيها المبادرات الرامية إلى توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات الرقمية عبر ربوع القارة.
وخلال هذه الفعالية، قدم جيسون يي، المسؤول الرقمي الأول لدى هواوي شمال إفريقيا، برنامج "الحلول الشاملة الخمس" الذي طورته الشركة لتعزيز الشمول الرقمي. ويستند هذا البرنامج إلى خمس دعائم رئيسية تشمل تحسين الولوج إلى التكنولوجيا، وضمان الأسعار المعقولة، وتعزيز المرونة، ودعم الاستدامة، وتشجيع الابتكار داخل المنظومة الرقمية الإفريقية.
وقد أجمعت مختلف الأطراف المشاركة في هاتين الجلستين على أن التحول الرقمي في إفريقيا يفتح آفاقًا واسعة من الفرص المستقبلية، وأن بناء مستقبل أكثر اتصالًا وشمولًا وازدهارًا يقتضي تكثيف التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتوجيه الاستثمارات نحو البنى التحتية ذات التأثير الاستراتيجي، بما يضمن تمكين القارة من أخذ مكانتها المستحقة في الاقتصاد الرقمي العالمي.