لكحل عبيد: قبائل أيتوسى.. فاعل رئيسي في كل ما يجري بالصحراء تحت القيادة الملكية

لكحل عبيد: قبائل أيتوسى.. فاعل رئيسي في كل ما يجري بالصحراء تحت القيادة الملكية لكحل عبيد، ناشط سابق في حراك أيتوسى حول الأرض وفاعل مدني
يقدم‭ ‬هذا‭ ‬الحوار،‭ ‬الذي‭ ‬أجرته‭ ‬جريدة‭ "‬أنفاس بريس‭" ‬مع‭ ‬لكحل‭ ‬عبيد،‭ ‬ناشط‭ ‬سابق‭ ‬في‭ ‬حراك‭ ‬أيتوسى‭ ‬حول‭ ‬الأرض‭ ‬وفاعل‭ ‬مدني،‭ ‬رؤى‭ ‬حول‭ ‬اجتماع‭ ‬قبائل‭ ‬أيتوسى‭ ‬الأخير،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬السياقات‭ ‬المحلية‭ ‬والوطنية‭ ‬والدولية،‭ ‬وخطوات‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأراضي،‭ ‬ودعم‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬وفكرة‭ ‬إحداث‭ ‬عمالة‭ ‬المحبس‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬سياق‭ ‬اجتماع‭ ‬قبائل‭ ‬أيتوسى‭ ‬الأخير؟
هناك‭ ‬سياقات‭ ‬ثلاثة‭ ‬أطرحها‭ ‬حسب‭ ‬الأهمية:
السياق‭ ‬المحلي‭:‬‭ ‬ضرورة‭ ‬تكثيف‭ ‬اللقاءات‭ ‬لتمتين‭ ‬اللحمة‭ ‬الداخلية‭ ‬للقبيلة،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬أعلى‭ ‬منسوب‭ ‬للوحدة،‭ ‬ونبذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أو‭ ‬يُعتبر‭ ‬مدعاة‭ ‬أو‭ ‬سببا‭ ‬للفرقة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الخلافات،‭ ‬وتوحيد‭ ‬رؤية‭ ‬القبيلة‭ ‬لمشاكلها‭ ‬الداخلية‭ ‬وفي‭ ‬علاقتها‭ ‬بالمحيط‭.‬
السياق‭ ‬الوطني‭:‬‭ ‬عُرفت‭ ‬قبائل‭ ‬أيتوسى‭ ‬منذ‭ ‬الأزل‭ ‬أنها‭ ‬قبائل‭ ‬مغربية،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬ولاءها‭ ‬مثار‭ ‬نقاش‭ ‬أو‭ ‬جدل‭.‬‮ ‬
وهذا‭ ‬يفرض‭ ‬علينا،‭ ‬كأبناء‭ ‬هذه‭ ‬المكونات،‭ ‬أن‭ ‬نتفاعل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬بلادنا‭ ‬المغرب،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬لحمتنا‭ ‬الوطنية‭. ‬وهذا‭ ‬اللقاء‭ ‬يأتي‭ ‬ضمن‭ ‬الدينامية‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬بلادنا‭ ‬منذ‭ ‬النصر‭ ‬التاريخي‭ ‬لمغربنا‭ ‬الحبيب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬كآلية‭ ‬وحيدة‭ ‬لحل‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬في‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الصحراوية‭ ‬المغربية‭.‬‮ ‬
ويأتي‭ ‬كذلك‭ ‬تفاعلا‭ ‬مع‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬ليوم‭ ‬31‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025،‭ ‬الذي‭ ‬نعتبره‭ ‬نحن‭ ‬أبناء‭ ‬أيتوسى‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لمستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬تحت‭ ‬القيادة‭ ‬الملكية‭ ‬لمحمد‭ ‬السادس‭. ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬طويلا‭ ‬عند‭ ‬رمزية‭ ‬اعتبار‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬عيدا‭ ‬للوحدة،‭ ‬الذي‭ ‬سيخلد‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬العظيمة‭ ‬وينضاف‭ ‬إلى‭ ‬مفاخرها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭.‬
السياق‭ ‬الدولي‭:‬‭ ‬علينا،‭ ‬كمكونات‭ ‬وساكنة‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬ذات‭ ‬الموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والبعد‭ ‬الجيوستراتيجي،‭ ‬أن‭ ‬نجتمع‭ ‬كلما‭ ‬دعت‭ ‬الضرورة،‭ ‬وأن‭ ‬نبعث‭ ‬رسائل‭ ‬للجيران‭ ‬والعالم‭ ‬أننا‭ ‬أمة‭ ‬مغربية‭ ‬موحدة‭ ‬من‭ ‬طنجة‭ ‬إلى‭ ‬الكويرة‭. ‬وأننا،‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬مستعدين‭ ‬لنقضي‭ ‬طوال‭ ‬الخمسين‭ ‬سنة‭ ‬الماضية‭ ‬مكافحين‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬السلم‭ ‬عن‭ ‬أرضنا،‭ ‬فإننا‭ ‬سنبقى‭ ‬على‭ ‬العهد،‭ ‬وعقيدتنا‭ ‬لا‭ ‬تتزحزح‭ ‬ولا‭ ‬تزيدها‭ ‬الأيام‭ ‬إلا‭ ‬رسوخا‭. ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬رسائل‭ ‬إلى‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬أيتوسى‭ ‬مغربية،‭ ‬وتدعم‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬منذ‭ ‬2007‭ ‬يوم‭ ‬اقترحه‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬وأننا‭ ‬كذلك‭ ‬معنيون‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬الصحراء،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬بدون‭ ‬أيتوسى،‭ ‬وبدون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الفاعل‭ ‬الأبرز‭ ‬وصاحبة‭ ‬اليد‭ ‬الطولى‭ ‬تحت‭ ‬القيادة‭ ‬الملكية‭ ‬لمحمد‭ ‬السادس‭.‬
 
ما‭ ‬هي‭ ‬الخطوات‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬يعتزم‭ ‬أبناء‭ ‬قبائل‭ ‬أيتوسى‭ ‬اتخاذها‭ ‬لترجمة‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬رقم‭ ‬2797‭ ‬إلى‭ ‬مبادرات‭ ‬ملموسة‭ ‬تُسرّع‭ ‬مسار‭ ‬الحل‭ ‬السياسي‭ ‬وتُحصّن‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية؟
 ‬أولاً،‭ ‬نحن‭ ‬نعتبر‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬مبادرات‭ ‬يبقى‭ ‬سابقا‭ ‬لأوانه،‭ ‬لماذا؟‭ ‬لأن‭ ‬المسألة‭ ‬مسألة‭ ‬سيادية،‭ ‬ويبقى‭ ‬الحديث‭ ‬الرسمي‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬اختصاص‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬والحكومة‭ ‬أولا‭ ‬وأخيرا‭. ‬ونحن‭ ‬نحترم‭ ‬مؤسساتنا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬أعطى‭ ‬تعليماته‭ ‬لمستشاريه‭ ‬لفتح‭ ‬نقاش‭ ‬مع‭ ‬الأحزاب‭ ‬لصياغة‭ ‬تصوراتها‭. ‬ونحن،‭ ‬كأبناء‭ ‬قبائل‭ ‬أيتوسى‭ ‬الكبيرة‭ ‬بتاريخها‭ ‬ومجالها‭ ‬الجغرافي‭ ‬وطاقاتها‭ ‬الهائلة،‭ ‬طبعا‭ ‬لدينا‭ ‬آراء‭ ‬وتصورات‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭. ‬وعندما‭ ‬يتم‭ ‬توسيع‭ ‬النقاش‭ ‬الوطني‭ ‬ليستمع‭ ‬إلينا،‭ ‬فسنكون‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬اللحظة،‭ ‬ونقول‭ ‬رأينا،‭ ‬ونبسط‭ ‬رؤية‭ ‬أيتوسى‭ ‬في‭ ‬الموضوع،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬أيتوسى‭ ‬لا‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬مواقف‭ ‬الأشخاص‭ ‬أو‭ ‬ترد‭ ‬عليهم؛‭ ‬نحن‭ ‬نتفاعل‭ ‬فقط‭ ‬مع‭ ‬المواقف‭ ‬الرسمية،‭ ‬لأننا‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬مؤسسات‭.‬

‬وسيكون‭ ‬الموقف‭ ‬الرسمي‭ ‬صادرا‭ ‬عن‭ ‬إجماع‭ ‬أيتوسى‭ ‬بمختلف‭ ‬أطيافها،‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭ ‬والمكانة‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬حجمَنا‭. ‬وسنقول‭ ‬ما‭ ‬لدينا‭ ‬عندما‭ ‬يُطلب‭ ‬منا‭ ‬ذلك‭. ‬أما‭ ‬الآن،‭ ‬فنحن‭ ‬نترك‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬الوطنية‭ ‬أن‭ ‬تشتغل‭ ‬دون‭ ‬تشويش‭ ‬ودون‭ ‬توظيف‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬لهذه‭ ‬القرارات‭ ‬السيادية،‭ ‬ولا‭ ‬الركوب‭ ‬عليها‭.‬
 
كيف‭ ‬سيتم‭ ‬تفعيل‭ ‬الآليات‭ ‬القانونية‭ ‬والقضائية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬أراضي‭ ‬قبائل‭ ‬أيتوسى،‭ ‬وما‭ ‬طبيعة‭ ‬عمل‭ ‬فريق‭ ‬المحامين‭ ‬والخبراء‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تشكيله‭ ‬لمواجهة‭ ‬ما‭ ‬يُوصف‭ ‬بالاستغلال‭ ‬اللاشرعي‭ ‬لأراضيهم؟
كما‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع،‭ ‬ملف‭ ‬أراضي‭ ‬أيتوسى‭ ‬هو‭ ‬ملف‭ ‬يتم‭ ‬تداوله‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأصعدة‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬ونصف،‭ ‬واليوم‭ ‬بات‭ ‬يكتنفه‭ ‬غموض‭ ‬وغياب‭ ‬قراءة‭ ‬قانونية‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬درجات‭ ‬التقاضي‭ ‬أو‭ ‬الإبهام‭ ‬إداريا‭.‬
وفكرة‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالفريق‭ ‬القانوني‭ ‬المشكّل‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المحامين‭ ‬أبناء‭ ‬قبائل‭ ‬أيتوسى‭ ‬وأطرها‭ ‬القانونية‭ ‬تبتغي‭ ‬أولا‭ ‬تكليف‭ ‬هؤلاء‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬مسارات‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬والقراءة‭ ‬المتأنية‭ ‬للأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬الملف،‭ ‬ومعرفة‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تحفيظه‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬وماذا‭ ‬تبقى،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬المخارج‭ ‬القانونية‭ ‬الكفيلة‭ ‬بإخراج‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬النفق‭ ‬المسدود‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭. ‬وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬إعطاء‭ ‬فتوى‭ ‬قانونية‭ ‬للقبيلة‭ ‬لصياغة‭ ‬موقفها‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬قانونية‭ ‬تصل‭ ‬بالملف‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬واقعية،‭ ‬عوض‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬التجاذبات‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬غالب‭ ‬الأحيان‭ ‬تأخذ‭ ‬طابعًا‭ ‬سياسيًا‭ ‬أو‭ ‬تكشف‭ ‬محاولات‭ ‬البعض‭ ‬الركوب‭ ‬عليها‭ ‬سياسيا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يفيد‭ ‬ولا‭ ‬يأتي‭ ‬بنتيجة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تنتظرها‭ ‬مكوناتُنا‭ ‬العتيدة‭.‬
 
‬ما‭ ‬هي‭ ‬الصيغة‭ ‬التنظيمية‭ ‬أو‭ ‬الإطار‭ ‬المؤسساتي‭ ‬الذي‭ ‬تفكر‭ ‬فيه‭ ‬قبائل‭ ‬إيتوسى‭ ‬لتوحيد‭ ‬كلمتها‭ ‬وتعزيز‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬النقاش‭ ‬العمومي،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتشغيل،‭ ‬والاستثمار،‭ ‬وتسريع‭ ‬وثيرة‭ ‬التنمية‭ ‬المحلية؟
صراحة،‭ ‬يحلو‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أسميه‭ ‬"المجلس‭ ‬التشاوري‭ ‬-‭ ‬مجلس‭ ‬القبيلة"‭.‬
أي‭ ‬آلية‭ ‬تشاورية،‭ ‬مهما‭ ‬اختلفت‭ ‬أسماؤها‭ ‬أو‭ ‬مسمياتها،‭ ‬تبقى‭ ‬محبّبة،‭ ‬ولن‭ ‬نغوص‭ ‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬المسميات‭.‬‮ ‬
هناك‭ ‬أمران‭ ‬أساسيان:
هذا‭ ‬الشكل‭ ‬التنظيمي‭ ‬الذي‭ ‬نريده‭ ‬هو‭ ‬أولا‭ ‬لتجميع‭ ‬صوت‭ ‬القبيلة‭ ‬وجعلها‭ ‬موحدة‭ ‬في‭ ‬الخطاب،‭ ‬أولا‭ ‬وثانيا‭ ‬وضع‭ ‬آليات‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬مجلس‭ ‬أيت‭ ‬أربعين‭ ‬قديمًا،‭ ‬الذي‭ ‬يختص‭ ‬في‭ ‬فك‭ ‬النزاعات‭ ‬داخل‭ ‬القبيلة‭ ‬وبينها‭ ‬وبين‭ ‬الجيران‭. ‬وهذا‭ ‬سيخرجنا‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الفوضى‭ ‬حيث‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬يحاول‭ ‬الحديث‭ ‬باسم‭ ‬القبيلة‭.‬

وهو‭ ‬أيضا‭ ‬مدخل‭ ‬للنأي‭ ‬بالقبيلة‭ ‬عن‭ ‬التجاذبات،‭ ‬وجعل‭ ‬موقفها‭ ‬موحّدًا‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬المصيرية‭. ‬ولتأسيس‭ ‬هذا‭ ‬الشكل‭ ‬التنظيمي،‭ ‬يجب‭ ‬الحرص‭ ‬أولاً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جميع‭ ‬الأطياف‭ ‬والأخماس‭ ‬والأعراش‭ ‬ممثّلة،‭ ‬حتى‭ ‬يمثّل‭ ‬الجميع‭ ‬ويخاطب‭ ‬الجميع‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ركائزه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الشيوخ‭ ‬(العمّامات‭ ‬للكبار)،‭ ‬لأنهم‭ ‬المرجعية‭ ‬والوجوه‭ ‬المقبولة‭ ‬والمتمتعة‭ ‬بمصداقية‭ ‬تجعل‭ ‬كلمتَها‭ ‬نافذة‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬تمييع‭ ‬النقاش‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬يعرفها‭ ‬العالم‭. ‬وتكون‭ ‬مخاطَبا‭ ‬ومسموعا‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وداعما‭ ‬أساسيا‭ ‬للهيئات‭ ‬المنتخبة‭ ‬والسلطات‭ ‬المحلية‭ ‬للترافع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬وتنزيل‭ ‬أوراشها،‭ ‬وبسط‭ ‬سبل‭ ‬الاستثمار‭ ‬الذي‭ ‬يُعدّ‭ ‬حافزا‭ ‬لإعمار‭ ‬المناطق‭ ‬وجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬جاذبية؛‭ ‬لأن‭ ‬المستقبل‭ ‬سيكون‭ ‬التنمية‭ ‬والعمل‭ ‬الميداني،‭ ‬وليس‭ ‬التجاذبات‭ ‬والصراعات‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تفيد‭ ‬أحدًا‭ ‬ولن‭ ‬تجيب‭ ‬عن‭ ‬انتظارات‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭.‬
 
من‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬تمت‭ ‬مناقشته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع،‭ ‬خلق‭ ‬عمالة‭ ‬المحبس،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تصور‭ ‬قبائل‭ ‬أيتوسى‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر؟
إن‭ ‬فكرة‭ ‬خلق‭ ‬عمالة‭ ‬المحبس‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬زالت‭ ‬فكرة‭ ‬عبقرية‭ ‬رائدة،‭ ‬ستجسّد‭ ‬أولاً‭ ‬إرادة‭ ‬البناء‭ ‬لمملكتنا‭ ‬الكريمة،‭ ‬وتعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬تنمويًا،‭ ‬وتبعث‭ ‬برسائل‭ ‬للجيران‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬إرادة‭ ‬البناء‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬هي‭ ‬تماما‭ ‬نقيض‭ ‬الهدم‭ ‬والتفرقة‭ ‬والتشرذم‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬الجهة‭ ‬المقابلة‭.‬
فإذا‭ ‬كانت‭ ‬المحبس‭ ‬تسير‭ ‬نحو‭ ‬النمو‭ ‬بخطى‭ ‬متسارعة،‭ ‬فإنه‭ ‬هناك،‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬90‭ ‬كيلومترًا‭ ‬فقط،‭ ‬توجد‭ ‬مخيمات‭ ‬هي‭ ‬أشبه‭ ‬بالسجن،‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬أبسط‭ ‬ضروريات‭ ‬الحياة‭.‬
كما‭ ‬أن‭ ‬خلق‭ ‬عمالة‭ ‬المحبس‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬أمرًا‭ ‬ذا‭ ‬راهنية‭ ‬كبيرة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الموقع‭ ‬والمجال‭ ‬الجغرافي‭ ‬الكبير،‭ ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬تكريم‭ ‬لهذه‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬أعطت‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تقدّمه‭ ‬أية‭ ‬منطقة‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوفره‭ ‬المجال‭ ‬من‭ ‬مؤهلات‭ ‬ستنعكس‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬إيجابًا‭. ‬وكم‭ ‬سيكون‭ ‬جميلاً‭ ‬فتح‭ ‬معابر‭ ‬على‭ ‬الامتداد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬الحل‭ ‬النهائي‭ ‬للمشكل‭ ‬المفتعل‭ ‬لقضية‭ ‬وحدتنا‭ ‬الترابية‭ ‬عموما‭.‬
عمالة‭ ‬المحبس‭ ‬هو‭ ‬حل‭ ‬ذو‭ ‬أبعاد‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬ويحمل‭ ‬رسائل‭ ‬ذات‭ ‬بعد‭ ‬أمني‭ ‬وسياسي‭ ‬يخدم‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭.‬