بومدين عبد الصادقي: الإخوان و.. أفول الأوهام

بومدين عبد الصادقي: الإخوان و.. أفول الأوهام بومدين عبد الصادقي
أظن أن العالم سيكون أفضل بدون الإخوان المسلمين وأنواعهم وأشباههم..
وأظن أيضا أن الإسلام كدين سيكون في وضع أفضل.
الإخوان وأنواعهم وأشباههم لم يخلفوا سوى الخراب، سوى النزاعات، سوى الحروب صغيرة أو كبيرة، بالسلاح الفعلي أو أسلحة أخرى "لامادية"..
لم يعملوا سوى على كبح التقدم وعرقلة أي مسار نحو الحداثة والعيش في هذا العصر، هم يجرون، أو يحاولون، جر المجتمعات والدول إلى الماضي بقواهم الذاتية وبعون من... أمريكا وكل الغرب، لغرض في نفس الغرب قضاه!
حوالي قرن من الجر إلى الوراء والتاريخ من طبعه سائر إلى أمام، لكن يمكن كبح هذا السير وتخفيف سرعته أو تباطؤها إلى حين.. وذلك الحين قد حان الآن على ما يبدو...
عالم جديد بدون تأثير كبير للإخوان والإسلام السياسي هو أفضل ما يمكن أن يحدث لتسير المجتمعات والدول إلى أمام بسرعة عادية وبأسرع مما يمكن...

سيكون الإسلام، كدين، في وضع أفضل...
ستمسح، أو تتوارى على الأقل، بالتدريج، تلك العلاقة وتلك الصورة البشعة عن الإسلام: الإرهاب، القتل والذبح من الوريد إلى الوريد، التكفير وكراهية كل ما هو غير إسلامي..
بدون تأثير وفعل الإخوان والإسلام السياسي سيتحول الإسلام، أو بالأحرى يكون... دينا، كباقي الأديان، محترم ومحترم أهله والمتدينون به كاختيار شخصي حر وباقتناع وليس بـ "السيف" بمعنييه اللغوي العربي والمغربي الدارج...
حوالي قرن من الوهم...
حوالي قرن من "الإسلام هو الحل"، المقصود الإسلام السياسي طبعا... من الضجيج والصراخ والاغتيالات والإرهاب الفكري والعمليات الإرهابية والتكفير والتوترات في أماكن تمكّنهم وحتى في أوروبا وأمريكا وكل مكان حلوا به، إخوان وأشباه وأمثال...
والتاريخ حكم: الإسلام السياسي ليس هو الحل بل هو المشكلة!
بعد الفشل الواضح لكل تجارب الإسلام السياسي في البلدان التي "تمكّن" فيها...
وبعد أن قضت أمريكا والغرب الوطر منه.. وتخلى دول داعمة بالمال والإعلام وغيره عنه، أو ما يبدو كذلك، فالعالم على مشارف مرحلة جديدة: أفول الإسلام السياسي كما أفلت قبله فكرة الاشتراكية بالشكل الذي مورست به وتخلى أهلها وأماكن مواطنها عنها بذلك الشكل الذي مورست به دون تطوير أو تكييف...
فكرة الاشتراكية، كفكرة نبيلة، تحولت هي أيضا إلى كابح وعائق أمام تحرر الإنسان وأمام تقدم الاقتصاد والمجتمع، بعد أن كانت تبدو، أفقا وحلا لمشكلات البشرية، فكان ما كان...
إذن الرأسمالية هي الحل قد يقول أحدهم كخلاصة...
لا أرى هذا الرأي، فالليبرالية المتوحشة هي أيضاً مشكلة... والبشرية ستجد حلاً لهذه المشكلة كما تم في الماضي، فلا علاقة لرأسمالية اليوم مع رأسمالية القرن التاسع عشر التي درسها ماركس وبنى عليها نظريته، والطبقة العاملة اليوم في البلدان الغربية خاصة لا علاقة لوضعها اليوم بوضع البروليتاريا التي كافح ماركس بفكره على الدفاع عنها...
التاريخ يسير إلى أمام، والتاريخ لا يطرح سوى المشكلات التي يجد لها حلاً، كما قال ماركس النابغة...
أسفي على بعض اليسار الذي يتشبث بتلابيب الإسلام السياسي، كقشة نجاة من الغرق، حتى في بعض البلدان الغربية كانتهازية سياسية واضحة، لكن من يتشبث بتلابيه يسير نحو... الأفول، أفول الأوهام...
غياب الأفق الاستراتيجي والاعتقاد بقوة الإسلام السياسي وقدرته على صناعة المستقبل (الماضوي!) دون الانتباه لـ "الدوباج" الذي وقع لهذا التوجه لعوامل معقدة ومتداخلة ومتضافرة... وتأثير الدوباج ظرفي وزائل كما هو معلوم...
لم يدرك بعض اليسار ذلك فـ... سقط في الانتهازية...
قال لينين يوما، وهو نابغة آخر حقاً: التركيز على الاستراتيجية دون أي اعتبار للتكتيك يسقط في الانتهازية اليسارية (أو اليسراوية) والتركيز على التكتيك دون ربط مع الاستراتيجية يسقط في الانتهازية اليمينية.
هذا ما تعلمته من زمان من عند معلم حقيقي (بالسبورة والطباشير فعلياً وليس رمزياً) من عند... شمعون ليفي، في درس الاستراتيجية والتكتيك (درس فعلي بالسبورة والطباشير أؤكد) وهو أحد أكبر قادة اليسار المغربي وأكبر منظريه ومعلم أجيال من طيف من أطيافه (باش ما تقولوش، أو يقول البعض، أن هذا من عندي أو مأخوذ من "جهة معادية"!)
إنها مجرد "أعمال تطبيقية"!!!
هذا ما كان