نورالدين الراوي: جوائز الكاف.. المنظومة التحكيمية تحت المجهر

نورالدين الراوي: جوائز الكاف.. المنظومة التحكيمية تحت المجهر نورالدين الراوي
نظم مساء الأربعاء الفارط (19 نونبر 2025) بالرباط حفل توزيع جوائز الكاف سنة 2025. وقد عرف هذا الحفل تتويجا مستحقا لكرة القدم المغربية ذكورا في شخص أشرف حكيمي كأحسن لاعب وياسين بونو كأحسن حارس وعثمان معما كأفضل لاعب شاب وإناثا في شخص السيدة غزلان شباك كأفضل لاعبة وضحى المدني كأحسن لاعبة ناشئة.
لا أحد يجادل في أحقية هذه الأسماء في نيل هذه الجوائز بحكم المردود الذي قدموه على البساط الأخضر طيلة هذه السنة ولا يعدو أن يكون هذا التتويج إنصافا لهم وحافزا لهم على الاستمرار في التألق والعطاء.
وبخصوص الجوائز المخصصة للحكام الأفارقة، فقد توج الحكم الصومالي عمر عبد القادر كأفضل حكم رئيسي في حين توج الحكم الدجيبوتي عبد الرزاق ليبان كأحسن حكم مساعد. هذان التتويجان يعتبران صفعة قوية للتحكيم المغربي ورسالة غير مشفرة تدعو المنظومة الكروية ببلادنا إلى التأمل والتفكير العميقين في واقع هذه المنظومة على الصعيد المحلي ولاسيما الجانب المتعلق بأصحاب البذل السوداء أو قضاة الملاعب كما يحلو للبعض أن يسميهم.
أجل، كيف لحكمين ينتميان لدولتين تصنيفهما متأخر جدا ضمن تصنيف الفيفا ولهما هموما أخرى غير كرة القدم ولا يمكن مقارنتهما مع واقعنا الكروي، لا من حيث البنية التحتية، ولا من حيث الأموال الطائلة التي تصرف على الكرة. فماذا حدث إذن كي يحظى هذان الحكمان بهذا الاستحقاق الراقي.
الواقع أن هذين الحكمين استحقا التتويج ولاسيما حكم الوسط السيد عمر عبد القادر الذي أدار مبارياته بكل اقتدار وبكل ما تتطلبه هذه المهنة من نزاهة وعدل وموضوعية جعلته محط تقدير واحترام مختلف المتتبعين للكرة الافريقية. ولعل المتتبع المغربي لن يخرج عن هذا الإجماع وهو الذي طالما نادى بإصلاح المنظومة التحكيمية التي أصبحت تطرح أكثر من سؤال : هل حكامنا يفتقرون للتكوين والتكوين المستمر حتى يستطيعون مواكبة التطور الذي يعرفه المجال التحكيمي في العالم سواء من حيث القوانين أو الممارسة؟ هل حكامنا يفتقرون للشخصية القوية والمرنة في نفس الوقت و التي يتطلبها هذا الميدان ؟ هل حكامنا مستقلون في اتخاذ قراراتهم ويحكمون بما تمليه عليهم ضمائرهم المهنية؟
أسئلة مشروعة يطرحها جمهور الكرة، خاصة في الفترة الأخيرة بحيث لا تخلو أية مباراة من أحداث تحكيمية مؤسفة دون أن يبدي المسؤولون عن التحكيم أي موقف إيجابي يشفي غليل هذه التساؤلات. فهل ستدفع هذه الصفعة التي تلقتها المنظومة التحكيمية المغربية من قبل الاتحاد الافريقي، إلى مراجعة أوراقها ووضع الأصبع على مكامن الخلل والتوفر على الإرادة القوية والنية الحسنة، وهل ستصل الأمور بالجامعة والعصبة إلى حد استقطاب حكام من أبناء الجالية المغربية بالخارج من أجل تلميع صورة التحكيم المغربي البائس، مثلما نجلب اللاعبين من مختلف الفئات والأجناس لنصنع منتخبات تعطينا ألقابا ؟
أسئلة ننتظر الجواب عنها، فهل من مجيب ؟
 
نورالدين الراوي، متتبع رياضي