توصلت جريدة "أنفاس بريس" بنسخة من شكاية موجهة إلى رئيس الاتحاد الإقليمي للفروسية بإقليم اليوسفية، موقعة من طرف مجموعة من مْقَادِيمْ سَرْبَاتْ الْخَيْلْ، وهم بالمناسبة ينتمون لبعض الجماعات الترابية بذات الإقليم، على اعتبار تؤكد نفس الشكاية أنه "قد تم استبعادهم وإقصائهم من المشاركة في مهرجان الفروسية الذي تنظمه جمعية الفروسية التقليدية ومربي الخيل وحرفيي الصناعة التقليدية باليوسفية".
وأوردت شكاية عَلَّامَةْ الْخَيْلْ المقصيين من مهرجان التبوريدة الذي يقام بتراب إقليمهم وبمدينة اليوسفية تحديدا بأنه قد "بلغ إلى علمهم أنه تم تسليم التزامات المشاركة لبعض السرب من خارج الإقليم" مما اعتبر "مخالفا لما نصّت عليه الاتفاقية المبرمة مع الجماعة الترابية باليوسفية في بندها الثاني" إلى جانب الفقرة التي تدعو إلى "دعم المهتمين على المستوى المحلي" فضلا عن البند الثالث الذي ينص على "تنظيمهم داخل إطار موحد". وشددت ذات الشكاية بناء على ما سبق ذكره على أن مخالفة مضمون الاتفاقية يعد "إقصاء ممنهجا لسربات الخيل المحلية" الموقعة على الشكاية.
وطالب الموقعون على الشكاية بضرورة تدخل السلطات الإقليمية لاستدراك وتصحيح هذا الخطأ الجسيم الذي لا يستقيم ومفهوم المحافظة على الهوية والتراث اللامادي وترسيخ قيم هذا الموروث الحضاري الذي يعزز ثقافة قيمة الخيل والفرسان بمنطقة قبيلة أحمر التي تعد قلعة للفروسية التقليدية ومنبعا للمدرسة الناصرية الممتدة من إقليم اليوسفية إلى مناطق الحوز وعبدة ودكالة والرحامنة وصولا إلى صلة الرحم بفرسان أقاليمنا الجنوبية.
في سياق متصل أكد بعض الموقعين على الشكاية بأنهم كانوا قد "شاركوا في النسخة السابقة لنفس المهرجان وتسلموا شواهد الاستحقاق والمشاركة من طرف الجمعية المنظمة"، لكنهم استغربوا لموقف الجمعية التي "فضلت إقصائهم وتهميشهم من هذه المحطة التراثية بمدينة اليوسفية رفقة فرسانهم ومرافقيهم الذين كانوا يستعدون للمشاركة في تظاهرة يعتبرونها منهم وإليهم".
وقد علمت جريدة "أنفاس بريس" بأن الشكاية الموقعة من طرف عَلَّامَةْ الْخَيْلْ باليوسفية قد توصل بها ديوان عامل الإقليم قصد الحسم في مطلب تسجيل السرب التي تم إقصائها من هذا المهرجان الذي يتزامن مع ذكرى عيد المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال وعيد الوحدة.
وفي اتصال للجريدة ببعض المهتمين بتراث التبوريدة استغربوا لسياسة "الإقصاء وتهميش سَرْبَاتْ الْخَيْلْ التي تنتمي لتراب إقليم اليوسفية من محطة تراثية وثقافية من المفروض أن يساهموا في تقديم عروضها الفرجوية"، على اعتبار أن "الدعم المخصص للمهرجان هو من المال العام ومخصص من طرف مؤسسة الجماعة الترابية لليوسفية ومن المجمع الشريف للفوسفاط وشركاء آخرين".
حسب تعبيرهم
وفي تصريح لأحد الفرسان عبر عن قلقه بقوله "الأغرب في هذا الموضوع، أن من بين المقصيين والمهمشين من هذه التظاهرة التراثية بمدينة اليوسفية، سَرْبَةْ خَيْلْ تعتبر من السّرب التاريخية بمنطقة الكنتور التي حافظت على طقوس الركوب وتربية الخيل والمشاركة في العديد من المواسم والمهرجانات المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية، والتي ورث سرّ استمراريتها عائلة المقدم الحمادي الذي كان جده يقود سربة فرسان الخيل تتعدى 80 حصانا وفارسا".