جمعية "بيتي أفريقيا" تستعد لإطلاق مشروع برنامج "صحة ورياضة" لفائدة تلامذة التعليم الابتدائي باليوسفية

جمعية "بيتي أفريقيا" تستعد لإطلاق مشروع برنامج "صحة ورياضة" لفائدة تلامذة التعليم الابتدائي باليوسفية عبد المومن طالب، عامل إقليم اليوسفية
أشاد جميع أعضاء اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية باليوسفية، بمشروع تنشيط "صحة ورياضة" الذي سينطلق ببعض المؤسسات التعليمية باليوسفية ـ ست مدارس كانطلاقة أولية ـ برسم سنة 2025، بشراكة مع جمعية "بيتي أفريقيا"، إلى جانب ممثلي القطاعات الحكومية ذات الصلة، حيث التزمت نفس الجمعية بتطبيق برنامجها الواعد على مستوى 65 مؤسسة تعليمية في أفق سنة 2028.

في السياق نفسه تمت المصادقة بقاعة الإجتماعات بعمالة اليوسفية على اتفاقيتين يوم الثلاثاء 25 نونبر 2025، واحدة تتعلق بمشروع مدارس الإدماج المهني للشباب عن طريق الرياضة في إطار برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب، والثانية ترتبط بمشروع التفتح والتنشيط الرياضي لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية بالمستوى الابتدائي بإقليم اليوسفية في إطار برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.

وقد أوضح عامل إقليم اليوسفية بأن برنامج عمل جمعية "بيتي أفريقيا" عبر المنشطين المتخصصين في مجال تنشيط "صحة ورياضة" قد أعطى ثماره ببعض المدن المغربية ـ مدينة الدار البيضاء نموذجا ـ على مستوى المساهمة القيمة في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، من خلال فسح المجال لانخراط شباب متخصص في الحقل الرياضي والصحي وتشغيلهم في إطار المصاحبة والمواكبة والتأطير للتلاميذ المستهدفين بالتعليم الإبتدائي.

واتضح من خلال إحصاءات الجمعية "أن هناك 7789 مدرسة حكومية تلامذتها لا يتوفرون على ملاعب رياضية لممارسة وتطوير مهاراتهم الرياضية"، لهذا السبب تعمل جميعة "بيتي أفريقيا" على تحقيق "هدف ممارسة الأنشطة الرياضية خلال كل أسبوع بالإضافة إلى الأنشطة الصحية، في أفق تكوين جيل مبدع وشجاع".

المشروع الذي قدمه ممثل جمعية "بيتي أفريقيا" كان قد اشتغل عليه عامل إقليم اليوسفية عبد المومن طالب بمدينة الدار البيضاء حين كان مديرا لأكاديمية الدار البيضاء، وعرف نجاحا مهما على المستوى المحلي حيث تحول أسم الجمعية من "بيتي مغرب" إلى "بيتي أفريقيا" بعد أن تحقق حلم قيادة التغيير لدى الأطفال بمستويات التعليم الإبتدائي من خلال إدخال بعض التَعَلُّمَات وممارسة الهواية والرغبة الذاتية، التي تترك الأثر، بعيدا عن إكراهات وضغوطات الحياة لمنح التلميذ الفرصة في ترجمة حلمه إلى واقع من خلال ممارسة أنشطة مدرسية مختلفة سواء في الموسيقى أو البستنة أو التشكيل أو المسرح وغيرها من هوايات تحقق توازن شخصية الطفل، إلى جانب الدعم المدرسي وأنشطة أخرى مثل برنامج "صحة ورياضة".

في هذا السياق شدد عامل إقليم اليوسفية على أهمية بصمة الأثر في تطبيق هذا البرنامج، إلى جانب برنامج الفرصة الثانية في مهن الرياضة، على اعتبار أن هناك فئة من الشاب بمدينة اليوسفية تتطلع إلى الإدماج من خلال التكوين وتأهيلها لولوج سوق الشغل بسلاسة. وأشار إلى أن المغرب مقبل على استضافت كأس العالم وسنحتاج لعدد كثير من الشباب للإشتغال في هذه المحطة الرياضية العالمية سواء في الإعداد والتوجيه والتنظيم أو على مستوى النقل أو المصاحبة والإرشاد والتواصل، مما يؤكد أن هناك فرص مهمة على مستوى خلق مناصب شغل مستقبلية.

إن مدينة اليوسفية تتوفر على بنية استقبالية رياضية تتجلى في العديد من الملاعب الرياضية المتنوعة التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، فضلا عن الملاعب الرياضية داخل المؤسسات التعليمية، مما يسهل تطبيق عمل برنامج جمعية "بيتي أفريقيا" بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

الهدف من برنامج "تنشيط صحي ورياضي" هو العمل بروح وطنية من أجل تحبيب الرياضة للطفل، وبرمجتها خارج التوقيت الدراسي، لملأ الوقت الثالث للتلاميذ، وتفجير طاقاتهم ومواهبهم الفنية والحركية والإبداعية داخل المجموعات، وفق متابعة إلزامية تتعلق بالتوازن النفسي والصحي والبدني والذهني في علاقة بنظام تربوي وصحي ورياضي يؤهل الفئة المستهدفة بشكل مضبوط دون التفريط في ترسيخ القيم الاجتماعية والإنسانية.

جدير بالذكر أن اشتغال ذات الجمعية على برنامج تنشيط "صحة ورياضة" ببعض الدول الإفريقية ساهمت فيه مجموعة من التمثيليات القنصلية ودعمته بخمس دول إفريقية، أما على المستوى الوطني فالجمعية نفسها تشتغل بخمسين مدينة ـ حصة الأسد بالدار البيضاء ـ ومدن أخرى مثل الصويرة ومراكش.

ويتمحور برنامج جمعية "بيتي أفريقيا" على محاربة كل أشكال العنف المدرسي، وترسيخ قيم المساواة والتنافس الشريف، من أجل بناء وخلق قادة مجتمعيين كأبطال في الحياة بعيدا عن فكرة الفوز والغلبة، على اعتبار أن الهدف الأسمى هو تفجير الطاقة الإيجابية لديهم وخلق أجواء الفرح والسعادة بين فئة الأطفال المتمدرسين بالمؤسسات التعليمية. 

في سياق متصل تشتغل ذات الجمعية على إعادة إدماج الشباب ـ بين 18 و 25 سنة ـ في سوق الشغل عبر التكوين في عدة مجالات وتخصصات ذات الصلة بالرياضة والمقاولة، حيث يتم منح المتدرب ديبلوم تخصصه. 

ومن بين التدخلات التي ساهمت في إغناء النقاش وتوضيح معالم وأهداف هذا المشروع الواعد، تلك التي أوضحت بأن الأبعاد التي اعتمد عليها المشروع تتخذ من البعد التربوي ركيزة أساسية في التنفيذ على أرض الواقع، من خلال الإستناد على النظريات الحديثة في التربية، وخاصة نظرية الكفاءات والذكاءات المتعددة، من خلال استراتيجية التعامل مع الطفل/التلميذ بالأقسام الإبتدائية بالأساس، وكيفية التركيز على ذكاءات معينة مثل الرياضة، ـ كرة القدم نموذجا ـ إلى جانب التركيز على المنشط الذي من المفروض أن تتوفر فيه عدة شروط من بينها الكفاءات المطلوبة تربويا واجتماعيا وسلوكيا... للتجاوب مع الفئات المستهدفة سواء كانت فئة متمدرسة أو تعاني من ظاهرة الهدر المدرسي.