هلسنكي تحتضن التجربة المغربية في التنمية البشرية والشراكات الإفريقية

هلسنكي تحتضن التجربة المغربية في التنمية البشرية والشراكات الإفريقية مشاهد من اللقاء
استضافت العاصمة الفنلندية، يوم الاثنين 24 نونبر 2025، حلقة نقاشية متميزة حول التنمية البشرية في إفريقيا، سلطت الضوء على تجربة المملكة المغربية المتميزة في هذا المجال، وذلك بتنظيم مشترك بين سفارة المغرب في هلسنكي ومنظمة "ثينك أفريكا" الفنلندية. وجاءت الندوة لتقديم نموذج المغرب في التنمية الشاملة والمستدامة، مع التركيز على الأقاليم الجنوبية والمبادرات الملكية الرائدة التي تعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى.
 
في كلمته بالمناسبة، أكد السفير المغربي لدى فنلندا وإستونيا السيد محمد أشكالو، أن تجربة المغرب في التنمية البشرية تقوم على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH)، التي تمثل نموذجًا متكاملاً يضع الإنسان في قلب السياسات العمومية، ويستهدف تمكين الشباب والنساء والفئات الهشة. وأوضح السفير، أن هذه المبادرة هي أحد أبرز إنجازات الملك محمد السادس في تعزيز التنمية الشاملة والمتوازنة، مع إعطاء أولوية خاصة للأقاليم الجنوبية، حيث تُنفذ مشاريع ضخمة في البنية التحتية والتعليم والصحة والتكوين المهني لتعزيز رأس المال البشري وتحسين ظروف المعيشة.
 
وشدد أشكالو على أن البرامج الملكية في الأقاليم الجنوبية لا تقتصر على البنية التحتية، بل تشمل تعزيز الحوكمة والمشاركة المجتمعية، بما يتيح للسكان المحليين التعبير عن احتياجاتهم والمساهمة في صياغة وتنفيذ المشاريع، وهو ما يعزز الفعالية والملاءمة المحلية للتنمية. وأشار السفير إلى أن المغرب يفتح آفاقًا واسعة للتعاون الإقليمي والقاري من خلال إنشاء مراكز للتعاون والتنمية المستدامة، بما يعكس رؤية شاملة تمتد من المستوى الوطني إلى القاري.
 
وأكد الديبلوماسي المغربي، أن المغرب يولي أهمية كبيرة للتعاون جنوب-جنوب، باعتباره ركيزة أساسية لسياسة المملكة الخارجية، ويسمح بتبادل الخبرات والابتكارات بين الدول الإفريقية لتعزيز التنمية المستدامة ورفع مستوى الرفاه الاجتماعي على مستوى القارة. كما أوضح المتحدث، أن التجربة المغربية تمثل نموذجًا يحتذى به لدعم التكامل الإقليمي وتشجيع الاستراتيجيات التنموية الذاتية للدول الإفريقية، مع التركيز على الاقتصاد الأخضر وإدارة الموارد الطبيعية والتعليم العالي وإنتاج المعرفة.
 
وشهدت الندوة كلمات ضيوف شرف، من بينهم الدكتور تيمو فويبيو، المستشار الأول بوزارة الخارجية الفنلندية، والدكتور توماس ب. سما، حيث عرض الضيوف التجربة الفنلندية في دعم التنمية البشرية في إفريقيا، مع التركيز على تمكين المرأة، تطوير التعليم، وتعزيز المهارات الرقمية. وأكد الضيوف على الدور الأساسي للشباب الأفريقي في تحقيق التنمية المستدامة، مشيرين إلى أهمية الرقمنة والابتكار لتحسين الخدمات العامة ورفع مستويات المعيشة.
 
وشهدت الحلقة جلسة حوار موسعة مع الجمهور، حيث أتيح للمتدخلين طرح الأسئلة على الضيوف وتبادل وجهات النظر حول أفضل الممارسات في التنمية البشرية والقضاء على الفوارق المجالية والاجتماعية.
 
وفي ختام كلمته، شدد السفير المغربي على أن المملكة ملتزمة بنقل خبراتها الوطنية إلى القارة الإفريقية، ودعم برامج مستدامة تسهم في بناء قارة متكاملة وتعزيز التكامل جنوب-جنوب، وفق رؤية ملكية بعيدة المدى ترتكز على التنمية الشاملة والمستدامة والعدالة الاجتماعية. 
 
وأكد أشكالو، أن التجربة المغربية تثبت أن الجمع بين التخطيط الاستراتيجي، تمكين المؤسسات، ومشاركة المواطنين يمكن أن يحقق نتائج ملموسة رغم التحديات الإقليمية والاقتصادية، وأن هذا النموذج يمثل دعامة لتعزيز التعاون الإفريقي وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى القارة.