أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، ظهر فيه شاب يدعى "مول الحوت" يوجّه كلاما مهيناً لأستاذه السابق في الشارع العام موجة غضب واسعة في الأوساط التربوية والنقابية.
وفي هذا الإطار، أكد عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية لموظفي التعليم مسؤول الشؤون النقابية على أن ما حدث ليس معزولاً بل يعكس أزمة قيم عميقة يعرفها المجتمع.
وأضاف الأسروتي في تصريح لجريدة "أنفاس بريس":" في الحقيقة هذه المقطع يكشف بشكل ملموس الصورة النمطية التي أصبحت لدى رجل التعليم في المجتمع المغربي بعد أن فقد مكانته الاعتبارية في المخيال الجماعي بسبب توالي حملات التبخيس والاستهزاء، والتنقيص طيلة سنوات سنوات، سواء من خلال السينما، أو مواقع التواصل والإعلام، عبر جعله محورا للتنكيت والنقد والمساس بمكانته، بالإضافة للسياسات العمومية المتوالية التي تجعل النهوض بمكانة الأساتذة المادية والمعنوية آخر أولوياتها".
وزاد قائلا:"دون أن نغفل التنامي المخيف لظاهرة المؤثرين وشخصيات العالم الافتراضي، وجعل التفاهة سبيلا للاغتناء، والربح المادي مقابل تراجع النموذج الأخلاقي والقيمي.»
المسؤول النقابي أكد أيضا على أن ما جاء في المقطع هو نتيجة حتمية للإعلاء من قيمة التفاهة، وانهيار الأخلاق، و إفلاس مؤسسة الأسرة كحاضنة للتنشئة الاجتماعية السليمة".
وقال في هذا الصدد:"يعتقد هذا الشاب، وأمثاله أن قيمته في المجتمع، ونجاحه قد تحقق بامتلاكه سيارة فخمة متناسيا أنه وقع في الحضيض، وأثبت على نفسه ما أخبره به الأستاذ "والله لا طفرتيه" إن صح ذلك فعلا."
كما قال: "هذه الواقعة تكشف بالملموس الانفلات الذي أصبحت تعرفه وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها الخطير على الناشئة وتسببها في تمرير أفكار مشوهة والتأثير السلبي في المجتمع".
وأثار الجانب القانوني في هذه الواقعة مشيرا إلى أن "ما ظهر في المقطع هو تشهير واضح، ومساس بالحياة الشخصية لمواطن بالشارع العام يستوجب التدخل من طرف السلطات لردع مثل هذه الممارسات المسيئة."
وتابع المتحدث ذاته قائلاً: "طالما كان رجال ونساء التعليم رمزا للتضحية، وتنشئة الأجيال رغم كل محاولات التبخيس، لذلك قيل أنجع سبيل لضرب المجتمع هو المساس بالاسرة والمعلم".
وفيما جدد استنكاره لهذا السلوك المشين، عبر مصطفى الأسروتي عن تضامنه مع الأستاذ، فيما أشفق على الشاب الذي صنعت له وسائل التواصل مجدا وهميا سيتبدد مهما طال.