عبارة تختزل كثير من المعاني لعل أبرزها حين تسند الأمور لغير أهلها وتصبح العشوائية سيدة الموقف ويسود الخطاب الشعبوي وتنهار القيم والأخلاق السياسة سلوكا ومعاملة ممن يفترض فيهم أن يقدموا لنا نموذج في المسؤولية والوطنية والتضحية كذلك.ولعل ابرز من احتلوا اغلب المواقع من خلال تصريحاتهم المستفزة هم قياديو حزب الزرق الذين تطاردهم الفضائح في كل مرحلة واللعنات في كل منطقة وموقع . كيف لا وكبيرهم لايتوانى في تقديم أمثلة على وجود التنافي بين المسؤولية والمصالح والتناقض الصارخ في تضارب المصالح وغياب الحس بالمسؤولية وهو يبرم الصفقات بين وضعيتين كرئيس حكومة ونفسه كباطرونا لأكبر مقاولة تحتكر الإقتصاد بالبلد.أي إفلاس هذا الذي نعاينه مع هذه النماذج التي تسارع الخطى من أجل تشييع الدور السياسي إلى مثواه الأخير .
كثيرة هي النماذج التي تدل على وجودإفلاس سياسي ونحن نرصد أبرزالملاحظات التي ساقها احد الصحفيين وهو يشخص وضع السلوك الراهن في علاقته المباشرة بالمواطن ومايترتب عنه من تفاعل في الساحة وتدافع بين مكونات حكومة اغلبيتها ضعيفة رغم أن كل الشروط المتوفرة لها تؤهلها للنجاح لكن تبقى بدون ضمان مؤشرات و بآداء غير مطمئن، فكون المعارضة لاتقوم بدورها من خلال مبادرات خلاقة خارج دورها الرقابي وهو مهم .يظهر جليا هذا الامر من خلال استغلال نقط ضعف وتصيد عثراتها وترصد سقطاتها الكثيرة. كلا المعطيين يساهمان في تدني مستوى الخطاب السياسي.
ولايرسخان ثقافة سياسية رصينة منتجة وإيجابية بعيدة عن الشعبوية ولن تساهم في بناء سياسة قوية في ظل وجود أحزاب متفككة أصابها الترهل والخيبة كذلك.
لابد من الإشارة أن كثير من التصريحات المستفزة وغياب التواصل الفعال ساهم بشكل كبير في تعرية هذه البروفيلات وأبان عن نقص فظيع في التكوين مما يطرح كثير من الأسئلة حول كفاءتها ومؤهلاتهارغم مايصلنا من اخبار حول الإمكانات المرصودة لبعض المنابر المعلومة والمحظوظة والتي فشلت في تغطية كثير من اعطابها وعورتها مما ساعد بعض الأقلام الحرة المشهود لها بالكفاءة والتحري واحترام التخصص في إماطة اللثام عن كثير من الخروقات وكشف حقائق تدبير مقاولاتي صرف يلهث وراء الربح على حساب معاناة الناس دون وازع أخلاقي ولارادع قانوني .ومن الامثلة التي تبين مدى اتساع مساحة الفشل في تدبير التواصل أمام مواطنين ليس بالسهل إقناعهم بل ويرون في تلك التصريحات درجة كبيرة في الاستفزاز التي تترك وراءها اثرا سلبيا مفاده ان هؤلاء المسؤولين لايشكلون نقطة ضوء في مسار التنمية بل هم مجرد منفذين آليين لا لمسة إبداعية لهم سواء في الفكر أو السلوك .بل من غريب الصدف أن تقدم عمدة الدارالبيضاء نموذجا حيا على مانحن بصدده حين تصرح امام عرابها بكلمات خارجة عن المنطق والأسلوب حين تقول : " خصكوم تشكر سي عزيز لي لولاه لكنا في حالة عطش حاد وغادي نحلو الروبيني ومانلقاوش الما..." سبحان الله وهل نشكر من تسبب في هدر طاقة حيوية على مدار سنين من تدبير المخطط الأخضر الذي باء بالفشل وعوض محاسبته هناك من يطلب منا شكره وكأنه جاء بمعجزة لم يعرف لها الزمان سبقا ولانطقا. مشروع تحلية المياه كعملية تقنية سقط في مطبها عزيز اخنوش وهو يتعمد الخلط بين وضعيته كمقاول ودوره كرئيس حكومة وصاحب قرار بعدما سمح لنفسه بتفويت صفقة على حساب شركات اخرى منافسة مادام القرار بيده وفي ضرب صارخ للشفافية وفي تناقض صريح يثبث بما لايدع مجالا للشك أننا امام تضارب المصالح وحالة تنافي وورطة أخلاقية وعملية غير قانونية والبقية الكل يعرفها حين حل بالبرلمان من اجل الدفاع عن نفسه ومشاريعه بوقاحة قل نظيرها .
لقد أصبحنا في الوقت الراهن نقول عسى ان يصمت أعضاء الحكومة حتى لايزيدوا من توثر الشارع فكل محاولة تثير وراءها ضجيجا وصخبا كثيرا آخرها شخصية تجيد استفزاز المغاربة ليرضي سيده وهو يعطي اسوأ امثلة في الرد لدى الرأي العام فحين يأخذ الكلمة يثير زوابع وفتن لاحصر لها آخرها حين يستدعي مفردة التحجر وهو ينعث خصومه وكل من يختلف معه بالعقول المتحجرة .ولكلمة الحجر في المرة الأولى إذا أخلف وعوده السياسية. لاادري سر استدعاء الطالبي لهذا الكلمة في كل مرة يتم استفزازه بحوار أو نقاش.
لكن الأكيد أننا أمام عينة فاقدة للقدرة على التعبير الراقي .
كثير من المحطات المهمة تشكل فرصة للتأطير عبر تقديم الحصيلة والدفاع عنها من خلال تقييم صريح موضوعي والاعتراف بالإكراهات وترسيخ قيم الإلتزام والاخلاق السياسية. لترسيخ مقاربة الإسهام في الرفع من منسوب التأطير والتوعية لدى المواطن والدفع به إلى تعزيز الثقة في الفاعل السياسي. لقد شذ رئيس مجلس النواب عن الخط والهدف وخرج علينا بلغة تفتقر إلى اللباقة واحترام حين أورد نعوثا لاتليق بموقعه ومسؤوليته مما ينم على أننا امام نماذج لاتستحق كل هذه الفرص لخدمة الوطن وترك اثراطيبا رصيدا مهمانتفاخربه عوض ماضي سيء نتبرم منه ونتمنى ألا يتكرر. فلاغرابة أن نسمع أحدالظرفاء وهو يشبه اصحاب المال الذين اصبحوا فجأة مسؤولين . وهو يضحك مستلقيا على ظهره :" صحاب الشكارة كوانب والقوالب في حضرة المناصب. أدخلوها بصباطكم ..."