أريري: خنيفرة.. مقبرة العدالة المجالية والإنصاف الترابي!

أريري: خنيفرة.. مقبرة العدالة المجالية والإنصاف الترابي! عبد الرحيم أريري ببحيرة تيكلمامين بإقليم خنيفرة
التقطت هاته الصورة عمدا ببحيرة تيكلمامين، لأعود إليها في سنة 2037 ميلادية،أي بعد 12 سنة إن أطال الله في عمري. هذا التحدي أرفعه لأختبر مدى التزام السلطة العمومية (وطنيا ومحليا)، بتفنيد القول الرائج أن السلطة المركزية "ساخطة" على مدن الأطلس المتوسط، وخاصة على قرى وبلدات إقليمي خنيفرة وميدلت.
 
هذا الاتهام ليس من باب المزايدة، بل لأن شريط خنيفرة الذي تصفه أدبيات الطوبوغرافيين والجغرافيين والجيولوجيين ب"جوهرة الأطلس"، يعد ( وهنا المفارقة)، من بين أكثر المناطق فقرا بالمغرب وفق بيانات المندوبية السامية للتخطيط. وبالتالي بدل أن تكون المؤهلات السياحية والغابوية والجيولوجية رافعة لتنمية شريط خنيفرة، تحولت هذه المؤهلات إلى "لعنة".
 
الدليل على ذلك أن بحيرة "إكلمام إزكزا" الموجودة بين خنيفرة وعين اللوح، تطلب إنجاز حوالي كيلومتر واحد فقط من المسلك المؤدي إليها عبر طريق عيون أم الربيع، وتأهيل جنبات البحيرة بإنشاء بضعة أكشاك ( مقاهي ومطاعم شعبية) ومراحيض عمومية  وباركينغ وتثبيت بعض أعمدة الإنارة، حوالي 12 سنة !
 
نعم، 12 سنة هي الميزانية الزمنية التي تطلبها إخراج مشروع بسيط( لكنه مهم لسكان المنطقة وللزوار) لتأهيل بحيرة "إكلمام إزكزا"، بغلاف لا يتعدى دريهمات معدودات. إذ منذ 2010 ومشروع تأهيل بحيرة "إكلمام إزكزا"، "يتجرجر" ويتيه في مسارب مسطرية كافكاوية ويخضع لضغوط بيروقراطية تافهة، رغم تعاقب العمال والمجالس الجماعية والبرلمانية وتعاقب مسؤولي المياه والغابات ووكالة الحوض المائي، ولم يرى النور إلا في سنة 2022.
 
أما بحيرة تيكلمامين ( الموجودة بين أجدير وإيتزر)، فلم تدخل بعد لرادار الدولة حتى تنعم هي الأخرى بالتفاتة تسمح بتأهيلها بما يؤمن رواجا لسكان الدواوير المجاورة من جهة ويلبي انتظارات زوار البحيرة الذين يحجون اليها من المدن المجاورة ليسرق المرء سويعة من الاستجمام والترفيه مع أفراد أسرته من جهة ثانية. بل من شأن تأهيل بحيرة "تيكلمامين" أن يساهم كذلك في خلق دينامية وإحداث فورة في الطريق الرابطة بين خنيفرة وميدلت عبر أجدير وإيتزر وبومية.
 
لكن أنى لنا بأن نحلم باهتمام مسؤولي "الرباط" بالبحيرات الطبيعية الخلابة التي وهبها الله للمغرب(هناك 20 بحيرة بالمغرب دون احتساب البحيرات الاصطناعية الناتجة عن إحداث السدود)، ونحن نعاني أصلا من غياب أي اهتمام حكومي وبرلماني بالجبل وبسكان الجبل وبمدن وقرى الجبل بالمغرب؟!