اليماني: تصريحات التويزي تصب في نفس مسار بنكيران وهو تشويه الدور الاجتماعي لصندوق المقاصة والفتك بالقدرة الشرائية للمغاربة

اليماني: تصريحات التويزي تصب في نفس مسار بنكيران وهو تشويه الدور الاجتماعي لصندوق المقاصة والفتك بالقدرة الشرائية للمغاربة الحسين اليماني (يسارا) وأحمد التويزي
على إثر ما تمّ تداوله مؤخراً من تصريحات منسوبة إلى أحمد التويزي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب خلال مناقشة ميزانية 2026، حول ما عُبّر عنه بعبارة "طحن الورق"، خرج التويزي بتوضيح للرأي العام الوطني أوضح فيه إنّ المقصود من هذه العبارة لم يكن المعنى الحرفي أو المادي، بل جاء على سبيل التعبير المجازي المتداول في لهجتنا المغربية.

ويُقصد به التلاعب في الوثائق أو الفواتير المقدّمة إلى المصالح المختصّة بغرض الحصول على الدعم العمومي، ولا علاقة له بمزج أو خلط مواد غير صالحة بالدقيق أو غيره من المواد الغذائية.

وأكد التويزي على ضرورة إصلاح منظومة الدعم العمومي، ورفع الدعم تدريجياً عن غاز البوطان والدقيق المدعّم، مع توجيه الدعم مباشرة إلى الأسر الفقيرة والمستحقة.

في هذا السياق وتعليقا على تصريحات التويزي، قال الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، المنضوية بنقابة CDT، في تصريح ل "أنفاس بريس"، أن هذه التصريحات، تأتي في سياق محاولات التشويش وضرب الأهداف التي من أجلها أُحدث صندوق المقاصة.

وأوضح اليماني، أن هذا الطرح يتقاطع مع ما كان يقوله عبد الإله بنكيران، حين تحدث عن استفادة شركات المحروقات من الفواتير خلال فترة دعم صندوق المحروقات. إذ كل ذلك يصب في اتجاه تشويه الخدمة الاجتماعية النبيلة الذي يؤديها صندوق المقاصة، وضد سياسة الدعم وتثبيت الاسعار. والدفع نحو تحرير الأسواق لخدمة مصالح اللوبيات المتحكمة في الاسواق، وتحقيق مزيد من الأرباح ومراكمة  الثروة. 

وتساءل اليماني حول مستقبل نهج الأسعار في المغرب، خاصة في ظل التوجه نحو إخضاعها لقانون العرض والطلب. مؤكدا أنه حان الوقت لتقييم رفع الدعم.

وإذا قمنا بتحليل بسيط  للخطاب الحكومي باستهداف الدعم المباشر، يقول اليماني، فما تقدمه الحكومة من الدعم المباشر في هذا الصدد لا يوازي حجم الارتفاع الصاروخي للأسعار بعد تحريرها، بدءًا من المحروقات، ووصولًا إلى ما يُحضّر اليوم من تحرير الغاز والدقيق والسكر، بل وحتى الطاقة والماء.

وختم اليماني تصريحه بالقول، أن تصريح التويزي لا يمكن اعتباره مجرد "زلة لسان"، رغم اعتذاره اللاحق انه لم يفهم مضمون تصريحه، إذ يندرج في نفس النهج الذي تحدث عنه بنكيران سابقًا، وهو نهج يروم التشويش على صندوق المقاصة والدفع نحو تحرير الأسعار، بما يخدم مصالح اللوبيات النافذة المتحكمة في السوق، في ظل استمرار غياب شروط التنافس الحقيقي بين الفاعلين في مختلف القطاعات.