سعيد ودغيري حسني: أشبال المغرب.. حين صار الحلم حقيقة

سعيد ودغيري حسني: أشبال المغرب.. حين صار الحلم حقيقة سعيد ودغيري حسني
ماذا هذا يا أشبال المغرب..
أأحلم أنا أم أن الشمس أشرقت من جباهكم الندية..
ها أنتم اليوم تُروّضون المجد كما يُروّض الفارس جواده في ميادين البطولة..
ها أنتم تعيدون إلينا نغمة الفخر التي بدأت منذ أول مشاركة للمغرب في مكسيكو سبعين..
يوم حمل الأسود علم الوطن ووقفوا أمام عمالقة الكرة بقلوب لا تعرف الانكسار..
كانوا يواجهون الخوف بالشجاعة.. والهزيمة بالأمل..
ثم جاءت ستة وتمانين.. مكسيكو من جديد..
حيث كتب التاريخ بأقدام المغاربة أول تأهل عربي وإفريقي إلى الدور الثاني..
يومها بكى الوطن فرحًا.. وابتسمت القارة السمراء تحت شمس المكسيك الحارة..
ومنذ ذلك اليوم والمجد المغربي لا يغيب..
في كل جيل يولد من رحم الصبر أبطال يشبهون الحلم..
وفي كل زمن تُنجب الأرض رجالا يعرفون أن العَلم الأحمر لا يُرفع إلا بالعرق والدم والدعاء..
 
واليوم أنتم يا أشبال المغرب تكتبون فصلاً جديدًا في الحكاية..
في شيلي 2025 رفعتم الرأس عاليًا وأعدتم إلى الكرة المغربية شبابها وروحها..
صرتم الحكاية التي يتغنى بها العالم..
تتهافت عليكم كبريات الأندية كمن يبحث عن السر في خطواتكم..
أغلى لاعبين لا لأن أسعاركم ارتفعت في الأسواق بل لأن قيمتكم فاقت الذهب في قلوب المغاربة..
أنتم الجيل الذي صنع المستحيل بالابتسامة والإيمان..
أنتم الصغار الذين لقنوا الكبار درس الكبرياء..
أنتم الامتداد الطبيعي لذلك المجد الذي بدأ في مكسيكو سبعين واشتعل في ستة وتمانين..
أنتم قصيدة الفخر التي تُتلى في المقاهي والبيوت وفي ملاعب الأحياء..
أنتم الذين جعلتم الوطن يرقص على إيقاع النشيد الوطني من جديد..
 
وها هو الوطن اليوم يحتفي بكم كما لم يحتفِ بأحد من قبل..
موكب الفخر يجوب شوارع الرباط..
وجموع الشعب تصفق وتهتف بأسمائكم حتى اختلطت الدموع بالزغاريد..
الحافلة المكشوفة تسير ببطء بين الأعلام والزهور..
وعليها مكتوب بخطٍ من ذهب «أبطال العالم – الشيلي 2025»..
وجوهكم تضيء كأنها شمس ثانية..
وأيديكم تلوّح بالعلم كأنها تلوّح للتاريخ نفسه..
في القصر الملكي استقبال يليق بالعظماء..
الملك يبتسم بفخرٍ أبويٍّ ويربت على أكتافكم الصغيرة وكأنه يقول: أنتم رجال المستقبل..
وفي عيونكم بريق لا يخبو..
بريق الوطن حين يفرح بأبنائه..
 
يا أشبال الأطلس..
أنتم وعد الغد وأمل الملاعب وسرّ دمعة الأب وابتسامة الطفل..
أنتم الذين جعلتم المستحيل يبدو قريبًا كما يقترب القمر من نافذة الحلم..
فامضوا ولا تلتفتوا..
فوراءكم وطن يصلي لكم..
وأمامكم مجد ينتظركم ليُتوّجكم بتاج الخلود..
سلامٌ عليكم يا صناع المجد..
سلامٌ عليكم يا من علمتم العالم معنى أن تكون مغربيًا..