المصطفى المريزق: هل هناك من يتذكر؟ بداية شكرا جلالة الملك..

المصطفى المريزق: هل هناك من يتذكر؟ بداية شكرا جلالة الملك.. المصطفى المريزق
يتذكر كل من تابع مسار حركة قادمون وقادرون – مغرب المستقبل/الطريق الرابع، وكل الفاعلين في الحقل المدني والسياسي، ما كنا قد طرحناه قبيل الانتخابات الأخيرة، حين طالبنا، بكل وضوح ومسؤولية، بفتح المجال أمام شبابنا ونسائنا للترشح للانتخابات من خلال ما أسميناه آنذاك "اللائحة المواطنة".
 
لم يكن ذلك المطلب نداءً انتخابيًا عابرًا، بل كان تعبيرًا عن قناعة عميقة بأن الديمقراطية التمثيلية لا يمكن أن تُختزل في صراعات الأحزاب التقليدية ولا في إعادة تدوير نفس النخب. كانت دعوتنا تهدف إلى إعادة الاعتبار للمواطنة الفاعلة، عبر خلق آلية تمكن الطاقات الجديدة، من نساء وشباب، من دخول معترك الشأن العام بطريقة مستقلة، شفافة، وتشاركية.
 
ولكن، هل هناك من يتذكر الآن؟
للأسف، لم يتم التجاوب معنا. لم يُفتح المجال أمام "اللائحة المواطنة"، ولم يتم تمكين شبابنا ونسائنا من حقهم في الترشح الحر خارج منطق الولاءات الحزبية الضيقة. بل أكثر من ذلك، ووجهنا باتهامات صريحة ومبطنة من بعض الأطراف، وكأننا نمارس نوعًا من "التمرد" على النسق السياسي القائم.
 
وها نحن اليوم، بعد مرور هذه المحطة، نعيد طرح السؤال بصوت أعلى:
هل كنا مخطئين حين طالبنا بتجديد النخب عبر آلية مواطنة؟
أم أن الخوف من التغيير ما زال يتحكم في كثير من الفاعلين، بما فيهم بعض الأحزاب التي تدّعي الدفاع عن الديمقراطية؟
 
إن ذاكرة النضال لا تنمحي، ومسار "الطريق الرابع" لم يكن لحظة معزولة، بل مشروعًا فكريًا وميدانيًا مستمرًا، وسيظل يحمل هذا الهمّ: فتح المجال أمام مغرب جديد، يقوده أبناؤه وبناته، لا بمنطق الزبونية، بل بمنطق الكفاءة والنزاهة والالتزام الصادق بقضايا الناس.
 
ختاما، شكرا جلالة الملك... شكراً .
بعد سنوات من النضال والحركية والدينامية الميدانية، جاء بلاغ الديوان الملكي الأخير ليُعيد الاعتبار، ويُجسد الاستجابة لمطالبنا المشروعة، مُجدداً الأمل في مسار طال انتظاره.
 
 
يتبع
المصطفى المريزق /مؤسس الطريق الرابع