إصدار جديد.. "المغرب، تحديات المستقبل" لعبد الحق نجيب

إصدار جديد.. "المغرب، تحديات المستقبل" لعبد الحق نجيب عبد الحق نجيب وإصداره الجديد
يُحلل الكاتب والمفكر المغربي، عبد الحق نجيب الوضع السياسي والاجتماعي في المغرب، ويُقدم عملاً بحثياً مُحكماً حول مستقبل المغرب، من خلال طرح الأسئلة الصحيحة وتقديم إجابات للتوقعات الحالية.
 
هذا هو الكتاب العاشر في العلوم السياسية للكاتب والمفكر المغربي عبد الحق نجيب. بعد "المغرب، ماذا نخشاه"، و"الحرية"، و"أزمة القيم، القيم في أزمة"، و"أي مغرب للمستقبل"، و"المغرب، فليكن"... إليكم عملع جديد في التحليل السياسي والاجتماعي بعنوان: "المغرب، تحديات المستقبل"، صادر عن دار أوريون. 

منذ بداية الكتاب، تتحدانا فصول هذا الكتاب وتضعنا أمام هموم الأحداث الراهنة اتتي يعيشها المغرب منذ 27 شتنبر 2025: "كيف نمارس السياسة بشكل مختلف"، و"قوة صمود المغاربة"، و"حالات الطوارئ الوطنية"، و"جغرافيات الخوف"، "حكومة أخنوش، ما هي الدروس المستفادة؟"، "لماذا لا يتغير شيء في سياسة المغرب"، "الاستغلال الاقتصادي والقمع الأيديولوجي"، "الحرية أم التلقين العقائدي للجماهير"، "جعل المجتمع غبيًا هو لعب بالنار"، "المثقف المغربي، عرق انقرض"، "إصلاح النظام الصحي في المغرب"، "أحداث الفنيدق، وراء التعليقات، ما هي الحلول"... والعديد من القضايا الساخنة الأخرى.

إن عناوين جميع الأقسام التي تناولها هذا الكتاب، في ثناياه، تُبرز بجلاء حِدَّة هذا العمل، الذي واكب قضايا المواطنين الرئيسية على مدى خمس سنوات، ويسعى إلى تقديم قراءات واقعية ومنطقية وعقلانية لما يُعانيه المغرب من خلل، وما يجب اتخاذه على وجه السرعة لتصحيح الوضع، إن جاز التعبير. عبد الحق نجيب، كما اعتاد أن ينشر، يُجيب على الأحداث الجارية بدقة مُقلقة، لا سيما أنه سبق له أن شخّص المغرب ومظاهرات الشباب اليوم في كتابه السياسي بعنوان: "المغرب، فليكن"، الذي يُجسّد عنوانه كامل المضمون السياسي في المغرب، الذي يتحرك بسرعتين مُتناقضتين تمامًا.

من جهة، السياسة الثاقبة لجلالة الملك محمد السادس. ومن جهة أخرى، بطء واختلال أداء طبقة سياسية معينة بعيدة كل البعد عن الواقع الاجتماعي للمغرب. في هذا السياق، يؤكد عبد الحق نجيب في كتابه أنه: "في مجالات بالغة الهشاشة، مثل سياسة التضامن والأسرة، لا يزال أمام المغرب عملٌ يتعين القيام به، إذ تتجلى أوجه عدم المساواة بوضوح، وتعاني المرأة والأسرة من تعدد المشاكل  التي يصعب تجاوزها. وينطبق الأمر نفسه على قطاع مثل الصحة، قطاع يعاني من عدة آفات ويحتاج إلى إصلاح هيكلي ورؤية واضحة، مع براغماتية للإصلاح، وإجراء التغييرات اللازمة بإلحاح، لاستعادة ثقة المغاربة الذين يُجمعون على أن النظام الصحي المغربي معيب وغير عادل ولا يحترم كرامة كل فرد". ينطبق المنطق نفسه على تخطيط استخدام الأراضي والإسكان لتوفير سكن لائق للمغاربة، مع الالتزام الصارم بالقيم الإنسانية الأساسية، وفي مقدمتها الحق في سكن لائق. وهو نفس النداء في مواجهة الأزمة المستفحلة في قطاع التربية والتعليم، والتي أسفرت عن نتائج ضعيفة أوصلت هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي إلى طريق مسدود.

يُحلل عبد الحق نجيب جميع إخفاقات السنوات الأخيرة، على الأقل منذ عام 2010. خمسة عشر عامًا طويلة من الفوضى السياسية والإخفاقات التي أسفرت عن أزمة اجتماعية عميقة وخطيرة، في ظل غضب المواطنين، حيث خرج الشباب إلى الساحات العامة للمطالبة بالعدالة: "لسنوات عديدة، عانت قطاعات رئيسية عديدة من إخفاقات مُحددة. ناهيك عن قطاعات بأكملها تعاني من اختلالات هيكلية، مثل الصحة والتعليم والتعليم العالي والعمل والإسكان والعدالة... وقد أدى هذا إلى استياء عام انتشر في شوارع المملكة، كما يقول عبد الحق نجيب. 

في الواقع، يركز هذا الكتاب أيضًا على بؤر ساخنة أخرى تؤثر على السياسة في المغرب: الفساد، والهدر، والمجاملات، وسياسات الريع، والرداءة التي يجب استبدالها بجدارة حقيقية، حيث أن البلاد مليئة بالمهارات المهمشة التي لا صوت لها، مع آفاق مسدودة وتفاوتات قاتلة في الفرص.

يقول عبد الحق نجيب في هذا الصدد: "من الواضح، ودون أدنى شك، أن ثمة خللًا ما في المجتمع المغربي. وهذا يدفع العديد من المراقبين إلى الزعم بأن بعض المسؤولين المنتخبين في البلاد يجهلون تمامًا ما يعانيه الشعب من نقص وظلم وعزلة وتهميش". ونحن، من خلال هذا المألف السياسي المعاصر، والذي يجيب على الأسئلة الملحة، نواجه تحليل سليم و مناسب للاختلالات التي تعاقب الحياة العامة في المغرب وتعرقل السير السلس للمجتمع المغربي، وهو ما يستحق أن يُسمع من أجل تصحيح الوضع والقيام بما هو ضروري في انتظار الانتخابات المقبلة سنة 2026.