الفوز المغربي على المنتخب الأرجنتيني بنتيجة 2-0 في مونديال الشيلي يأتي تتويجًا لعقد من العمل المنهجي والاستثمار الاستراتيجي في الرياضة المغربية. لقد بدأت الجهود منذ سنوات طويلة عبر تطوير البنيات التحتية الرياضية، من إنشاء أكاديمية محمد السادس إلى تأهيل الملاعب، مرورًا بتكوين الشباب وتنمية الأندية الوطنية. ولم تقتصر الإنجازات على كرة القدم التقليدية فحسب، بل شملت أيضًا كرة القدم داخل القاعة (الفوتسال)، حيث حققت المنتخبات المغربية تتويجات مهمة وأثبتت وجود المغرب كقوة قارية في هذا المجال.
على صعيد التنظيم الدولي، أظهر المغرب قدرته على تنظيم المنافسات الكبرى، من التأهيل في مونديال الشيلي إلى الاستعدادات لكأس إفريقيا 2025، والمشاركة في تنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال. ويعكس هذا التتويج الدولي أن الاستثمار الرياضي ليس مجرد إنفاق مالي، بل هو استراتيجية وطنية لتعزيز مكانة المملكة دوليًا وإبراز قدرات الشباب المغربي.
وما الخطاب الملكي إلا تأكيد على أن «الرياضة ليست مجرد ترفٍ أو وسيلة للترفيه، بل هي مدرسة للوطنية، وأداة لتكوين الشباب وإبراز طاقاتهم، ومجال لترسيخ إشعاع المملكة في الخارج.»
هذا ما يجعل كل إنجاز رياضي، سواء في كرة القدم أو الفوتسال، انعكاسًا للرؤية الملكية التي تربط الرياضة بالهوية الوطنية والتنمية الشاملة.
بإيجاز، يؤكد هذا التتويج المغربي أن الاستثمار في الرياضة لم يكن هذرا للمال أو مضيعة للوقت، بل شكَّل رافعة استراتيجية للتنمية الوطنية والاعتزاز الوطني، ويجسد ثمار عقد من العمل المتواصل في تطوير الرياضة المغربية.