الحكومة أكدت أنها مع الحوار..لكن مع من؟ أين الطرف الآخر وهو الشباب المحتج؟
إن هذا السؤال يطرح ضرورة تفكير مغاير من داخل التطور التواصلي اليوم حيث أصبح التواصل مبنيا على التقاسم: تقاسم الأفكار والأنظار والتصورات والتمثلات وفق منظومة الشباب ومشغولياتهم الفكرية ووفق نماذجهم السلوكية. وهذه المشغوليات والتمثلات والمسلكيات ينبغي الاقتراب منها قبل وقوع الاحتجاجات، وبمعنى آخر ينبغي التفكير جماعيا أو حسب المجموعات في كيفية الانخراط والممارسة بالمشاركة من أجل التعرف على هذه الثقافة التواصلية وعلى البنيات الذهنية المواكبة لها.
فالحوار سابق على الفعل وليس لاحقا فينبغي أن يكون التفكير كوبرنيكيا أي أن نقوم بتمثلات وممارسات جديدة من أجل الانخراط في روح العصر. ورغم ذلك، فإذا كانت دعوة للحوار فسيخرجون من مخابئهم أقصد بأنهم سيظهرون.
إلى أي حد هناك احتمال اختراق لغضب للشباب من طرف أطراف خارجية من أجل المس بأمن البلد؟
إن الشباب اليوم يعيش هروبا إلى وسائل التواصل الاجتماعي. فهذه الوسائل أصبحت سيدة الحضور والميدان عبر التواصلات والدردشات. صحيح أن فرضية الاختراق واردة حيت تتقمص مطالب الشباب من أجل التحريض على الفعل الاحتجاجي الذي قد يتجاوز الحدود الاحتجاجية إلى إعلان العصيان والتخريب والعنف، إنها فرضية واردة ولكن لاينبغي أن تكون منطلقة من ثقافة السهل أقصد ان تكون منطلقة من نظرية المؤامرة. وهي نظرية تركن إلى الاختزال والسهل الكسول دون إعمال العقل ودون خطاب حجاجي بل وبرهاني اعتمادا على معلومات ومعطيات وارفة بالأدلة.
لماذا لا يعمل الشباب المحتج من داخل أحزاب ونقابات وغيرها والعمل على تغيير الأوضاع؟
أنا مع مضمون سؤالك وهو سليم ومفحم لكن في إطار منظومة فكرية بدأت تتزعزع وضمن براديغما جديدة في المقاربات والتصورات والتمثلات.
ينبغي التفكير في آليات جديدة في العمل التنظيمي لدى المنظومات السياسية من أجل خلق وإبداع قطاع افتراضي يساهم في التأطير من داخل وسائل التواصل الاجتماعي لتكون هذه المنظومات فاعلة ولها كلمتها وحضورها وليس الاقتصار على التفرج والنقد بعيدا عن المشاركة والانخراط في العصر وفق مايمليه من مفارقات وتحديات. الواقع يدل على أن التأطير السياسي ضعيف وقد لايحضر إلا في المواسم الانتخابية وبعد ذلك تقفل الدكاكين الحزبية وكل واحد يذهب إلى حال سبيله.
هل لابد من استحضار سؤال توقيت الاحتجاجات وعلاقتها بجهات معادية للمغرب؟
لقد سبق لي أن افترضت هذا الاحتمال خاصة وأنه أتى في ظرف حساس ودقيق عنوانه الخوف من طي ملف صحرائنا المغربية على صعيد المؤسسات الدولية بمختلف مشاربها، والحال أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها.
لكن أعتقد أن هكذا سؤال فهناك أجهزة خاصة كفيلة بذلك والمغرب يتفوق على أعدائه في المؤهلات الأمنية بشهادة المجتمع الدولي.
السوسيولوجي أحمد شراك