تَوَّجت لجنة التحكيم يوم السبت 4 شتنبر 2025، سربة لَمْقَدَّمْ عبد الغني بنخدة، ممثلة جهة بني ملال خنيفرة، وابن جماعة بئر مزوي بإقليم خريبكة، بالجائزة الكبرى للملك محمد السادس للتبوريدة، ضمن فعاليات الدورة 16 لمعرض الفرس بالجديدة، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس.
جاء هذا التتويج المستحق بعد حصول سربة المقدم بنخدة على 480.95 نقطة، متفوقة على سربة المقدم رشيد سكاس ممث جهة الدار البيضاء–سطات التي نالت 466.33 نقطة، فيما حلت سربة المقدم المهدي إنجار عن جهة مراكش–آسفي ثالثة بـ 464.95 نقطة.
وأشرف على حفل التتويج الشريف مولاي عبد الله العلوي، رئيس جمعية معارض الفرس للجديدة، بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حيث سُلّمت الجائزة الكبرى للمقدم الفائز، الذي تقاسم فرحة الإنجاز مع والده أحد رواد وشيوخ التبوريدة الحاج العربي بنخدة.
وشهدت دورة 2025 مشاركة ثماني عشرة سربة من مختلف جهات المملكة، حيث عرفت المنافسات، عروضاً مبهرة جسّدت روح الانسجام الجماعي والدقة في طلقات البارود، حيث قيّمت لجنة التحكيم أداء السربات وفق معايير دقيقة تشمل التناغم الحركي، الانضباط الجماعي، إلى جانب جودة السروج ولوازم اللجام، والزي التقليدي وحركات اللعب ومهارات الفرسان وسرعة التنفيذ.
وتُعد الجائزة الكبرى للملك محمد السادس للتبوريدة محطة بارزة في مسار صون التراث الفروسي المغربي الأصيل، الذي يجسد عبقرية الإنسان المغربي في الجمع بين الفن والمهارة والتاريخ، ويكرّس مكانة التبوريدة كرمز من رموز الهوية الوطنية المتجذّرة في الوجدان الشعبي.
يُعتبر المقدم عبد الغني بنخدة أحد الأسماء اللامعة في ميدان تراف فن ورياضة التبوريدة التقليدية بجهة بني ملال خنيفرة، حيث راكم تجربة غنية في هذا الموروث الثقافي الأصيل منذ سنوات شبابه، مستلهماً عشقه للفروسية من والده الحاج العربي بنخدة، أحد أقدم الفرسان بجماعة بئر مزوي المهووس بالطريقة الشرقاوية.
وقد نجح بنخدة في تكوين سربة متميزة جمعت بين عناصر شابة وأخرى متمرسة، حرص على تدريبها وفق تقاليد “الفروسية الأصيلة” التي تمزج بين الانضباط والدقة والانسجام الجماعي، مما جعلها تحقق حضوراً قوياً في مختلف المحافل الجهوية والوطنية والعربية، وصولاً إلى التتويج التاريخي بالجائزة الكبرى للملك محمد السادس للتبوريدة.
وتحظى سربة بنخدة بتقدير واسع داخل أوساط ممارسي فن التبوريدة باعتباره محاكات للفروسية التقليدية، لما تتميز به من تناغم فني وأناقة في الأداء، جعلتها نموذجاً للسربات التي تجمع بين الوفاء للتقاليد المغربية العريقة وروح التجديد في التدريب والعرض.
أشرف على حفل التتويج الشريف مولاي عبد الله العلوي، رئيس جمعية معارض الفرس للجديدة