في الوقت الذي كان العالم يستهزئ من «الشوهة» التي عرفها ملعب مولاي عبد الله بالرباط بسبب الأمطار التي تهاطلت يوم السبت 13 دجنبر2014 وحولت أرضية الملعب إلى «ضاية كبيرة»، كان وفد إعلامي مغربي يمثل 11 مؤسسة إعلامية، ضمنهم «الوطن الآن» و«أنفاس بريس»، يقوم بزيارة لمدينة ساوباولو بالبرازيل في إطار رحلة مهنية نظمتها الخطوط الملكية المغربية لهذه المدينة العملاقة على هامش صفقة شراء المغرب لأربع طائرات من شركة "أمبراير" البرازيلية.
زيارتنا لساوباولو تزامنت مع موسم مطري غزير، بالنظر إلى أن العاصمة المالية للبرازيل تتميز بمناخ استوائي رطب يؤدي إلى هطول 1500 ميليمتر من الأمطار سنويا على المدينة، أي ما يمثل سبعة أضعاف ما يتهاطل على الرباط والمدن المجاورة لها كل عام.
والمثير في المقارنة أنه طيلة مقامي بساوباولو، لمدة أسبوع، لم أعاين «ضايات» أو فيضانات أو اختناق المجاري بسبب المطر، نظرا لأن سلطات ساوباولو وفرت للمدينة البنيات التحتية اللازمة والمطابقة للمواصفات التعميرية العالمية لمواجهة مشكل المطر
الغزير.
فعلى امتداد 1540 كيلومتر مربع (وهي مساحة ساوباولو) التي تنقلت فيها «الوطن الآن» و«أنفاس بريس»، لم أقف سوى على خلاصة واحدة، ألا وهي أن عددا من الوزراء المغاربة يستبلدون الشعب ويضحكون على المغاربة.
وإليكم الدليل:
فحينما يتجرأ محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة بوقاحة وينسب "الشوهة" التي وقعت بمركب مولاي عبد الله إلى الأمطار"الاستثنائية" التي نزلت في ذاك اليوم المشؤوم، فمعنى ذلك أن المدن الأسيوية والكندية والروسية والأوربية والأمريكية التي تسقط فيها الأمطار «خيط من السماء» طوال العام يسيرها الجن الذي يتوفر على قدرة خارقة لتجفيف الماء من العشب بملاعبها، وليست بمدن تحرص على بناء الملاعب وتهيئتها وفق الضوابط الهندسية والتقنية المتعارف عليها عالميا.
المفارقة أن زيارتنا لساوباولو لم تتزامن مع المطر الغزير فقط، بل وتميزت بزيارة متحف كرة القدم الشهير الذي يوجد في قلب الملعب بالمدينة. إذ لاحظنا أن الأمطار الكارثية التي تهاطلت في ذاك اليوم "ما دات لا حق ولا باطل" من الملعب الذي كان عشبه «زربية» لا توجد فيه «ضاية»،، لسبب بسيط أن ملعب ساوباولو، لا يشرف عليه وزير مثل أوزين، بل يشرف عليه رجال لهم
"الكبدة" على بلدهم ويخافون أن يخونوا ثقة "شعب الكرة".
والفظيع أن أمطار ساوباولو لو سقطت بالرباط لتحول مركب مولاي عبد الله، ليس إلى بركة مائية فحسب، بل قد يتحول إلى المحيط الهادي، بشكل يسمح بتنظيم «مونديال» في رياضة «السورف» والألواح الشراعية.
وفي انتظار أن يتم تنظيم زيارة للوزراء وللمنتخبين لساوباولو ليقفوا ويتعلموا كيفية تسيير المرافق العمومية وضوابط بناء المنشآت الرياضية والطرقية، يتطلع الجزء الأكبر من المغاربة إلى تنفيذ أحد الحلين: إما إعفاء وزير الشباب والرياضة، وإما إكرام الأمير مولاي عبد الله رحمه الله بحذف اسمه من هذا المركب. فمن العار أن يبقى اسم المرحوم مولاي عبد الله على واجهة ملعب تفرج فيه العالم على «شوهة» وزارة الشباب والرياضة التي لم تقو حتى على ضمان «قوادس» للملعب فأحرى أن تدير شؤون البلاد والعباد، وتعبئ الشباب المغربي لمواجهة الإجرام والإرهاب.