أحمد فردوس: الرحالة المسفيوي ياسين الصقلي يعثر على "الرباط" وأعلام المغرب ترفرف في بلدة أفغانية (مع فيديو )

أحمد فردوس: الرحالة المسفيوي ياسين الصقلي يعثر على "الرباط" وأعلام المغرب ترفرف في بلدة أفغانية (مع فيديو ) ياسين الصقلي
رحلة جديدة من رحلات المغربي ياسين الصقلي الرحالة ابن مدينة أسفي، الذي اعتاد أن يذهل متابعيه عبر قناته على اليوتيوب أخذته هذه المرة إلى جبال وأودية أفغانستان. الشاب الذي يجوب العالم بدراجته الهوائية قاطعا آلاف الكيلومترات.
 
 يقطع المسافات ويوثق تفاصيلها، ويشارك جمهوره الصعوبات التي يصادفها ومشاعر الدهشة التي تولد من بساطة اللقاءات الإنسانية.

في إحدى القرى النائية بأفغانستان، توقف ياسين ليلتقط أنفاسه ويستريح قليلا، فلم يكن يتوقع أن يجد شيئا يربطه بوطنه البعيد. لكن المفاجأة كانت مدهشة، أعلام المغرب معلقة على واجهة بعض الدكاكين. لحظة تجمدت فيها المسافة بين الرباط وكابول، بين دراجته وجمهوره وبين الحاضر والذاكرة. ابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه وكأن تلك الأعلام كانت رسالة من الوطن تلاحقه حيثما ارتحل.
 
الأغرب من ذلك أن أطفال القرية الذين تجمهروا حوله أخبروه بكل عفوية أن اسم قريتهم هو الرباط دون أن يعرفوا سبب تلك التسمية أو كيف وصلت الأعلام المغربية إلى قريتهم. التباس جميل بين الجغرافيا والقدر وبين ما يعرفه الرحالة وما يجهله أهل المكان. 
 
لحظة تعكس كيف يمكن للرحلة أن تتحول من مجرد مغامرة رياضية، إلى قصة إنسانية تحمل رمزية عميقة أن المغرب حاضر حتى في أماكن لم يخطر ببال أحد أن يذكر فيها اسمه.
 
هكذا تواصل رحلة ياسين الصقلي في المسالك الجبلية والوديان السحيقة، وأيضا في مسالك الصدف العجيبة التي تنسجها الحياة ومتابعوه الذين صاروا آلافا يجدون في كل حلقة من أسفاره مرآة جديدة لحب الوطن ودرسا في أن العالم مهما اتسع يظل ضيقا بما يكفي لتجد فيه أثرا من بلدك أو ربما قطعة من الرباط في قلب أفغانستان.