جماعة وادي زم تنخرط في دينامية جديدة عبر إحداث شركة "خريبكة للتهيئة والتنمية"

جماعة وادي زم تنخرط في دينامية جديدة عبر إحداث شركة "خريبكة للتهيئة والتنمية" محمد سقراط، مستشار بفريق المعارضة
صادق المجلس الجماعي لوادي زم، يوم السبت 20 شتنبر 2025، خلال دورة استثنائية لم يكتمل نصابها القانوني إلا بحضور فريق المعارضة، على خمس نقاط مدرجة في جدول الأعمال، من أبرزها المصادقة على إحداث الشركة الإقليمية "خريبكة للتهيئة والتنمية" (KADev)، باعتبارها آلية جديدة لدعم الدينامية التنموية التي يشهدها إقليم خريبكة.
 
خلال هذه الدورة، برز فريق المعارضة بمستوى عالٍ من المسؤولية والجدية، حيث تولى توجيه مجريات النقاش وإفشال محاولات المناورة التي كانت ترمي إلى تأجيل الدورة، ليُفسح المجال أمام التداول والتصويت الذي استمر لساعات طويلة.
 
في هذا السياق، أوضح محمد سقراط، مستشار بفريق المعارضة، أن انخراط فريقه في التصويت الإيجابي جاء بعد إدخال تعديلات جوهرية تم تثبيتها في محضر الدورة، مؤكداً أن تأسيس الشركة يستند إلى المادة 83 من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات الترابية. كما ابرز أن الإمكانيات المالية والإدارية لجماعة وادي زم لا تسمح لها بإحداث شركة محلية بمفردها، مما جعل الانخراط في شركة إقليمية إلى جانب 30 جماعة أخرى خياراً واقعياً لتوحيد الجهود واستقطاب الاستثمارات وإنجاز مشاريع بنيوية كبرى.
 
وشدد سقراط على أن الشركة لا تلغي أدوار المؤسسات المنتخبة كما يعتقد البعض، بل تُعزز عملها عبر آليات الحكامة والشفافية والمراقبة، بهدف تنزيل المشاريع المهيكلة وتحديث البنيات التحتية وتحسين جودة حياة المواطنين، إلى جانب تعزيز جاذبية الإقليم للاستثمار.

وأضاف محمد سقراط أن الشركة الجديدة، التي سيترأس مجلس إدارتها عامل الإقليم، تحمل في جوهرها رؤية تنموية متجددة، قادرة على تنزيل جيل جديد من المشاريع المهيكلة التي أشار إليها الملك محمد السادس في خطاب العرش بتاريخ 30 يوليوز 2025. وأبرز أن هذا النموذج يستلهم تجارب ناجحة من كبريات المدن المغربية التي عرفت نجاحاً متميزاً لمؤسسات "شركات التهيئة والتنمية"، بهدف نقله وتكييفه مع خصوصيات إقليم خريبكة.
 
وستتولى شركة (KADev) إنجاز مشاريع التهيئة الحضرية والقروية، بما يشمل المناطق الصناعية والأسواق ومحطات النقل، فضلاً عن بناء المؤسسات التعليمية والمراكز الصحية والمنشآت الرياضية والثقافية. كما ستشرف على إعادة تأهيل وتدبير البنيات التحتية القائمة، ومواكبة الجماعات في بلورة مشاريع تنموية مستدامة. واعتبر سقراط أن هذه التجربة تشكل نقلة نوعية في أسلوب التدبير، من خلال إرساء الشفافية وتكريس العدالة في توزيع المشاريع بعيداً عن منطق المحاصصة الحزبية، الذي وصفه بأنه يطبع أداء بعض المجالس جهوياً وإقليمياً. كما أوضح أن الشركة ستخضع لتسيير مجلس إداري يضم إلى جانب عامل الإقليم ممثلين عن الجماعات الترابية والمجلس الإقليمي والمصالح اللاممركزة والقطاع الخاص، إضافة إلى مؤسسات عمومية. وستعتمد في عملها على مقاربة تشاركية قائمة على التعاون مع المؤسسات العمومية والممولين والشركاء التقنيين وفعاليات المجتمع المدني.
 
وختم تصريحه بالتأكيد على أن الطموح هو جعل شركة "خريبكة للتهيئة والتنمية" فاعلاً مرجعياً في التنمية الترابية المندمجة بالإقليم، من خلال دعم النسيج الاقتصادي المحلي، وتعزيز تنافسيته، والاعتماد على الابتكار في مواجهة تحديات البنيات التحتية والتنمية، انسجاماً مع التوجيهات الملكية.