عبد الإله الجواهري: اسبانيا والنفاق السياسي

عبد الإله الجواهري: اسبانيا والنفاق السياسي عبد الإله الجواهري
موقف إسبانيا من القضية الفلسطينية والهمجية الصهيونية موقف جد مشرف، كما أن مطالبتها بالحرية لفلسطين على كامل التراب الفلسطيني شجاع يستحق التنويه والتصفيق، هذا الموقف سيكون أكثر شجاعة وشرفا لو قرنته إسبانيا برفع اليد عن الأراضي المغربية التي تحتلها منذ أكثر من ستة قرون، أساسا سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، بمعنى أن تكون منسجمة مع نفسها وتترجم مواقفها بما يتناسب وقناعاتها، أما المطالبة بانسحاب اسرائيل من غزة وإبقاء قواتها في سبتة ومليلية ومجموع الجزر المغربية دليل على أن هناك نفاق سياسي، أو على الأقل خلل أخلاقي غير مفهوم.
 
سيقول قائل: إن إسبانيا تعترف بالمقترح المغربي في ما يخص الصحراء وتساند وحدته بقوة، مثلها مثل فرنسا وأمريكا وإنجلترا والبرتغال وألمانيا وإنجلترا وغيرها من البلدان الكبيرة...صحيح، لكنها، وللأسف، تتعنت في ما يخص المدينتين السليبتين، وتراهن على أن تحتفظ بهما لأطول مدة تحت سلطتها، بل الأدهى أنها تربط ذلك باحتلال إنجلترا لجبل طارق، باعتبارها أرضا إسبانية، بمعنى أن إسبانيا تقرن احتلال أرضها باحتلال أرضنا حفاظا على ماء وجهها وتكريسا لمنطق استعماري بائت.
 
أعتقد أن النفاق السياسي سيد كل المبادرات السياسية، والمصلحة تلعب دورها بشكل كبير في تصريف المواقف، لهذا لا يخدعني من يتبنى موقفا حقا في اللحظة التي يخل فيها بمواقف أخرى عادلة.
 
إلى حين توقف الآلة الصهيونية عن قتل الفلسطينيين واعترافها بالدولة الفلسطينية على حدود 67، وانسحاب القوات الإسبانية من المدينتين المغربيتين، سنقول ونردد: فلسطين عربية، وسبتة ومليلية مغربية.