سفيان الداودي: الشباب وصناعة المحتوى الرقمي.. مدخل جديد للدبلوماسية الموازية وخدمة الوحدة الترابية

سفيان الداودي: الشباب وصناعة المحتوى الرقمي.. مدخل جديد للدبلوماسية الموازية وخدمة الوحدة الترابية سفيان الداودي
 
كيف يمكن للجامعة الصيفية  أن تساهم في تحول  الشباب من مجرد مستهلك للمحتوى الرقمي إلى صانع لمحتوى يخدم القضايا الوطنية وفي مقدمتها الوحدة الترابية؟ وكيف نجعل من الفضاءات الشبابية منصات للإبداع الدبلوماسي الناعم تعكس قوة المغرب الناعمة وتدعم حضوره في المحافل العالمية؟
1- الشباب وصناعة المحتوى كقوة موازية
يعيش العالم اليوم على إيقاع ثورة إعلامية جديدة تقودها الشبكات الاجتماعية حيث تحولت الصورة والڤيديو والبودكاست إلى أدوات تأثير تفوق في أحيان كثيرة الخطاب السياسي والدبلوماسي الرسمي.
الشباب المغربي بما يمتلكه من مهارات رقمية، قادر على إنتاج محتوى يواكب الرهانات الوطنية، وينشر حقيقة ملف مغربية  الصحراء والحكم الذاتي  بلغة إبداعية تتجاوز اللغة الخشبية والبلاغات الرسمية.
من خلال الميمات، الڤلوغات، الكبسولات التوعوية، وألعاب الفيديو التعليمية الموجهة لدول العالم.... يمكن للشباب أن يحولوا سردية الوحدة الترابية إلى خطاب عالمي يستهدف العقول والقلوب معاً.
 
2-  الدبلوماسية الموازية عبر الإبداع الشبابي
الدبلوماسية الموازية لم تعد تقتصر على الأحزاب أو الجمعيات الحقوقية، بل اتسعت لتشمل المؤثرين، صناع المحتوى، والمبادرات الشبابية التطوعية.
هنا يتجلى دور الشباب في بناء جسور الحوار الثقافي والرقمي مع شباب العالم، حيث يصبح النقاش حول الوحدة الترابية ليس مجرد ملف سياسي، بل قضية حضارية مرتبطة بالهوية، التاريخ، والعدالة الاجتماعية.
 
3- خلق المخيمات الدولية كبديل  والجامعات الصيفية كفرصة استراتيجية
تمثل المخيمات الدولية والجامعات الصيفية للشباب فضاء نموذجيا لترجمة الدبلوماسية الناعمة على الأرض لانها :
-مختبر لتبادل التجارب بين شباب من جنسيات متعددة.
-تسمح بخلق مشاريع مشتركة في الإعلام الرقمي، السينما الشبابية، والألعاب الإلكترونية ذات الرسالة التربوية.
-يمكن عبرها بناء شبكات صداقة وتضامن عابرة للحدود تتحول لاحقا إلى رأي عام عالمي داعم للوحدة الترابية.
إذا تمت مواكبة هذه اللقاءات  بتكوينات في التواصل الرقمي الاستراتيجي، فإن المخرجات ستكون أكثر قوة وفعالية.
 
4- في انسجام مع التوجهات الوطنية الرسمية 
لا يمكن الحديث عن تعزيز الدبلوماسية الشبابية دون الإشادة بمذكرة وزارة الشباب والثقافة والتواصل التي أطرت نشاطات  الجامعة الصيفية للشباب، حيث نستنتج منها دعوة المجتمع المدني لترسبخ   الاهداف الاجرائية التالية:
-ترسيخ قيم المواطنة الفاعلة والتنمية المستدامة و اذكاء الحس المقاولاتي لدى الأجيال الصاعدة
-استلهام الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء باعتبارها ملحمة دبلوماسية وشعبية في الآن ذاته.
-جعل الجامعة الصيفية فرصة لتمكين الشباب من آليات ممارسة الدبلوماسية الموازية والتأثير الإيجابي في الساحات الدولية.
هذا التوجه الرسمي يعكس إرادة سياسية واضحة في جعل الشباب شريكاً أساسياً في حماية القضايا الوطنية عبر الإبداع الرقمي والفضاءات الشبابية.
 
5-  أنشطة ممكنة في الجامعات الصيفية تخدم الوحدة الترابية
لتعزيز الحضور الرقمي والدبلوماسي للقضية الوطنية، يمكن برمجة أنشطة عملية داخل الجامعات الصيفية للشباب أو أنشطة على شكل توصيات، من أبرزها:
-ورش صناعة المحتوى الرقمي:
 تدريب على إنتاج كبسولات مرئية باللغات الأجنبية حول تاريخ الصحراء المغربية.
-مختبرات المحاكاة الدبلوماسية: تنظيم محاكاة لجلسات الأمم المتحدة أو مجالس حقوق الإنسان لتدريب الشباب على مهارات الترافع.
-ندوات فكرية تفاعلية: دعوة خبراء في التاريخ والدبلوماسية لتقديم سرديات مدعمة بالوثائق والحجج.
-أستوديو شبابي متنقل: تصوير لقاءات وحوارات مع المشاركين الأجانب لبناء جسر تواصل دولي.
-مسابقات رقمية: في أفضل بودكاست أو مقال أو تصميم غرافيكي يخدم الوحدة الترابية.
-رحلات ميدانية: إلى مواقع تاريخية مرتبطة بالمسيرة الخضراء أو بالمقاومة الوطنية لتعزيز الرابط الوجداني مع القضية.
-معارض ثقافية وفنية: تسليط الضوء على تنوع وغنى الثقافة الصحراوية المغربية كجزء من الهوية الوطنية.
 
6- نحو استراتيجية عملية
-تكوين الشباب في تقنيات إنتاج المحتوى (مونتاج، كتابة سيناريو، استراتيجيات التأثير).
-تحفيز الشراكات مع مؤسسات دولية شبابية لخلق حملات مشتركة على منصات التواصل.
-إدماج بعد الدبلوماسية الرقمية في برامج المخيمات الصيفية الدولية بالمغرب.
-تشجيع البحث الأكاديمي حول العلاقة بين المحتوى الرقمي والدبلوماسية الناعمة، بما يضمن تراكم معرفي داعم.
في الختام يعتبر رهان الوحدة الترابية اليوم لا يكسب فقط في قاعات الأمم المتحدة، بل في فضاءات الإنترنت والجامعات الصيفية والمنتديات الشبابية الدولية. 
 
من هنا يصبح السؤال:
هل نحن مستعدون لإعداد جيل رقمي قادر على تحويل الإبداع الشبابي إلى أداة دبلوماسية ناعمة تسند الموقف الوطني وتبني جسور التضامن مع العالم؟