أثار قرار وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإعفاء محمد فوزي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الداخلة وادي الذهب، جدلا واسعا داخل الأوساط التربوية والإدارية، خاصة بعد الإعلان عن تكلي عيدة بوكنين، المدير الإقليمي للوزارة بأكادير إداوتنان، بتدبير شؤون الأكاديمية لمدة ثلاثة أشهر في انتظار تعيين مدير جديد بصفة رسمية.
وحسب معطيات حصلت عليها "أنفاس بريس"، فإن هذا القرار المفاجئ، خلال الدخول المدرسي الجديد 25/26 يثير تساؤلات دون توضيحات رسمية وافية حول خلفياته، حيث فُسِّر من طرف فاعلين تربويين على أنه مرتبط بملفات تدبيرية تعرفها الأكاديمية منذ بداية الموسم الدراسي الماضي عززه تراكم خلال الدخول المدرسي الجديد إثر تسمم أساتذة في تكوينات الريادة الأسبوع الماضي، ودخول الوزير برادة في شنآن مع مدير الأكاديمية.
في المقابل، اعتبر آخرون أن الأمر يدخل ضمن سياسة إعادة ترتيب البيت الداخلي للوزارة وإعطاء نفس جديد لمنظومة التدبير الجهوي.
والنظر للصراع الذي حصل بين مدير الأكاديمية المعفى من مهامه ورئيس قسم بالأكاديمية، عجل بقدوم لجنة مركزية بتعليمات من الوزير العام الماضي، وأشرف عليها الكاتب العام بالنيابة الحسين قضاض الذي يجمع بين المهمة الحالية ومهة المفتش العام بعدما تجاوز سن التقاعد، وتم التمديد له، وهو يجر خيبات البرنامج الاستعجالي زمن تولي لطيفة العابدة مهمة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي.
وبينما يرى البعض أن تكليف عيدة من أكادير إلى الداخلة، على مسافة تدبير 1300كيلومتر، سيساهم، وفق توجه الوزير برادة، في ضمان استمرارية سير الأكاديمية وتفادي أي ارتباك محتمل، يعتقد آخرون أن المرحلة الانتقالية يجب أن تكون قصيرة ومصحوبة بخطة واضحة لتهيئة الأكاديمية لمرحلة ما بعد التعيين النهائي، الذي لم تصدر بشأنه الوزارة قرار فتح التباري على المنصب.
وحسب بعض المراقبين، فإن حساسية موقع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الداخلة وادي الذهب باعتبارها فضاء استراتيجيا لتنزيل البرامج الوطنية، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بتوسيع العرض المدرسي وتحسين مؤشرات الجودة ومؤسسات الريادة في منطقة تعرف نموا ديمغرافيا متسارعا.
في هذا السياق، دعا فاعلون نقابيون وجمعويون الوزارة إلى توضيح أسباب الإعفاء وتقديم ضمانات حول استقرار التدبير الإداري للأكاديمية، حتى لا تتأثر السيرورة التربوية بالجهة.
وبينما تترقب الأسرة التعليمية بالداخلة ما ستسفر عنه الأشهر الثلاثة المقبلة، سواء على مستوى تقييم أداء المرحلة الانتقالية تحت إشراف عيدة بوكنين الذي شارف على التقاعد ولم يتم التمديد له، أو من خلال تعيين مدير جديد قادر على مواجهة التحديات التربوية والإدارية المطروحة بفتح التباري على المنصب.