عبّرت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بإقليم القنيطرة، برئاسة مصطفى ابراهيمي، عن قلقها إزاء عدد من التطورات المحلية، وفي مقدمتها ما وصفته بـ"الاختلالات" التي رافقت تنظيم مهرجان القنيطرة الأخير، معتبرة أن الطريقة التي دُبّر بها الحدث تفتقر إلى المسؤولية وتطرح تساؤلات حول الأولويات التنموية للمدينة.
وفي أبرز نقطة من جدول أعمال الاجتماع، توقفت الكتابة الإقليمية عند ما سمي بـ"مهرجان القنيطرة"، الذي أُقيم أخيرًا وسط انتقادات واسعة من شرائح مختلفة من الساكنة والفاعلين السياسيين والثقافيين. وعبّر الحزب عن استغرابه من الميزانية التي تجاوزت مليار سنتيم، نُصفها من المال العام، وفق البيان، بينما تم جمع الجزء المتبقي، حسب تعبيره، عبر "الضغط على مؤسسات عمومية وخاصة لإجبارها على المساهمة".
واعتبرت الكتابة الإقليمية أن هذه الأموال كان من الأولى توجيهها نحو تحسين البنيات التحتية، والطرقات، والنقل المدرسي، وخدمات الإنارة والنظافة، مشيرة إلى أن المهرجان لم يحقق قبولًا شعبيًا، بل سُجّلت فيه ممارسات "تسيء إلى الذوق العام"، من خلال استضافة أسماء "تشجع على الانحراف وتعاطي المخدرات"، على حد وصف البيان، في مقابل "تهميش الفنون الأصيلة" كموروث الفروسية التقليدية (التبوريدة).
وأفاد الحزب أن المقابل المالي الذي تلقاه بعض الفنانين المشاركين "يُقارن بعشرات الملايين"، في حين جرى منح فرق التبوريدة كميات رمزية من العلف واللحم، معتبراً ذلك "إهانة للثقافة المحلية".
رغم انتقاداته، أوضح حزب العدالة والتنمية أنه لا يعارض تنظيم المهرجانات أو الاحتفاء بالفن، بل على العكس، فهو يدعو إلى دعم الفن الراقي والثقافة الجادة، التي تنهض بالوعي المجتمعي وتحترم هوية المواطنين، داعيًا إلى إعطاء الأولوية للفنون التراثية والفلكلورية التي تعكس خصوصية منطقة الغرب، مثل "الهيت الغرباوي" و"التبوريدة"، ومؤكّدًا على ضرورة أن تخدم الأنشطة الثقافية التنمية المحلية وتستجيب لانتظارات الساكنة.
وعلى المستوى التنظيمي، شدد المكتب الإقليمي على أهمية تعزيز التعبئة الداخلية استعدادًا لورش تجديد المكاتب المحلية، مشيدًا بالدور التأطيري الذي تقوم به هياكل الحزب، وداعيًا إلى مواصلة سياسة القرب والتواصل مع المواطنين.
كما عبر الحزب عن افتخاره بأداء منتخبيه في الجماعات الترابية بالإقليم، مثمنًا ما وصفه بـ"نظافة اليد وحسن التدبير"، في وقت تعرف فيه بعض الجماعات حالات عزل وإقالة بسبب قضايا الفساد وسوء التسيير.
في السياق ذاته، طالب الحزب الجهات المعنية بالتدخل لحل مشاكل متكررة تهمّ انقطاع التيار الكهربائي وضعف تغطية شبكة الاتصالات في عدد من الجماعات القروية، إلى جانب إصلاح الطرق الإقليمية وتحسين خدمات التزود بالماء.
استنكر الحزب ما اعتبره "غيابًا للعدالة والشفافية" في طريقة توزيع الدعم العمومي من طرف مجلس جماعة القنيطرة، مسجّلًا استفادة "بعض الجمعيات على حساب أخرى"، ومطالبًا بإعادة النظر في معايير الانتقاء والتمويل، بما يضمن تكافؤ الفرص واحترام مبادئ الشفافية.