سعيد ألعنزي تاشفين: لن يُوهن النباحُ عظمة العهد

سعيد ألعنزي تاشفين: لن يُوهن النباحُ عظمة العهد سعيد ألعنزي تاشفين
منذ سنوات والجار الشرقي الفاقد لأية مشروعية ديموقراطية ينحت لنفسه « مشروعية » خاصة عبر التوغل في استعداء المغرب الذي يعتبر سيكولوجيا مسألة قومية جزائرية داخلية . لكل هذا استثمر النظام العسكري للمرادية في زرع بذور الحقد والضغينة في المخيال العام للشعب الجزائري الذي وقع فعلا ضحية بروباغندا مسمومة تسخِّر كل مؤسسات العسكر من مدارس وإعلام ومساجد ، وغيرها ؛ قصد تكريس صورة العدو المتربص على المغرب بما يخدم أجندات الإستبداد العسكري الفاقد لأية شرعية ما عدا استعداء باطولوجي للمغرب . هذا ولقد انخرطت أموال رشاوي البترو - دينار في شراء ذمم " صحفيين " و " إعلاميين " و " باحثين " ، مع تيسير رغد العيش لخونة اللجوء ، وذلك من أجل شن حملات مسمومة ضد المغرب الذي يعيش في وضعية استقرار ثابثة بفضل تلاحم الملكية والشعب ؛ وهو تلاحم ما فتيء يقض مضجع حكام الجزائر ومعهم الرئيس الشكلي للمرادية ، غير بعيد من الدول العميقة في شمال المتوسط التي تحن إلى أزمنة الإستعمار في معرض رفضها لما نجح فيه المغرب من نحت قوته بنفسه دون استعداء وبلا خضوع . وبقدر ما يرتفع منسوب الطعن الممنهج في المغرب وتسويق صور سلبية عن مؤسساته ، بقدر ما ترتفع السومة الكرائية للحناجر المتخصصة في الإساءة المغرب هذا ولمؤسساته عبر شن ادعاءات مغرضة ضد مؤسسات هي أنزه وأكبر من دسائس مغول الشونطاج الثوري الذي يشتغل وفق رهانات كل هدفها التأثير السلبي نحو إضعاف دولة المؤسسات التي وضع قواعدها جلالة الملك بتمكن واحترافية .
 
لقد تبين مؤخرا أن درجة البروباغندا المسعورة ضد المغرب من لدن مؤسسات إعلامية ادعت لنفسها الحياد و الإستقلالية ، وهي في معرض النبش في ملفات خاصة على حد قولها ، مثل ما حصل مع Forbidden Stories  التي منحت لنفسها طهرانية المساس بقرينة البراءة في قضايا دولية أصدرت فيها وحولها أحكاما صحفية حتى قبل أن تتحرك تحقيقات القضاء وهل يخفى حجم الحملات المغرضة التي شنها « صحافيو » الممنوعات الذي احتكروا طهرانية السلوك ومنحوا للمختلفين علامة تجارية من نوع الشيطان . هكذا أضحت رشاوي الدول المارقة تخترق كل جسد للصحافة لممارسة الإبتزاز ضد دولة صاعدة مثل المغرب الذي نجح في فرملة غرور القوى العظمى التي ما فتئت تبتز هذا المغرب الذي يشق لنفسه مسارا سياسيا واقتصاديا أكثر بما ينافس تلك القوى التي خاضت مغامرات فرملة المغرب الصاعد عبر كل رهانات بسط الهيمنة ، لكنها فشلت بفضل قوة الملكية التي تدافع عن مصالح المغرب القومية بهدوء ورباطة جأش ، مع القدرة على على رد الإستهداف بكل قوة في الوقت المناسب ودون ضجيح . ولا يمكن ، بحال من الأحوال ، فصل تحرشات نظام العار العسكري بما شنته صحافة القصص الممنوعة على المغرب من دعايات ملغومة كان في مقدمتها الإتهامات المجانية بالإختراقات الرقمية بفضل البيݣاسوس . ويبدو شكلا أن التهمة بالتجسس الإختراقي مسيء للمغرب ، لكنه من وجهة نظر الأعراف الدولية مناط فخر لأن من حق المغرب أن يدافع عن نفسه وفق المتاح من الطفرات التكنو - معلوماتية ، وخاصة أنه وطن يتعرض منذ نصف قرن لمحاولات قرصنة وحدته الترابية من لدن العسكر الفاشيستي جار السوء الذي يختلس مقدرات الجزائر - الإيالة العتمانية - قصد تمويل حركة انفصالية ومساندتها بالسلاح ضدا على وحدة شعب جار مسلم كل وزره أنه قدم يد الدعم لمقاومة عبد القادر أيام السلطان عبد الرحمان بن هشام . 
 
إن العلاقة بين نظام المرادية ، و« صحافة » المراهقة الثورية ، وطابور اللجوء السياسي ، وما يستهدف المغرب من حملات مغرصة دامت لسنوات ضد رموز المغرب التي ما قبلت يوما أن ترد بالمثل لشيء واحد هو الثقة في النفس والترفع عن مناوشات البؤس التي تتغذى برشاوي البترو - دينار المخصصة للحروب السرية من الأسفل لتغذية الشكوك في علاقة المغاربة بالملكية ومؤسساتها الصادقة ؛ وهي ، لا ريب ، علاقة أقوى وأصمد من كل حملات طوابير الفتنة . فكيف يا ترى ينحرف الفهم عند هؤلاء وهم لا يفقهون حقيقة الوشائج بين قطبي الوجود المغربي وهما الملكية والشعب ، ذلك أنهما الترياق الذي نجح عبر قرون في حماية الجسد المغربي من كل السموم ، وهما المصل الذي ظل صامدا أمام كل مناوشات الضباع والصعالك والكلاب المزركشة التي تتربص الدوائر لتخريب اللحمة منذ الحماية القنصلية نحو حركة بوحمارة إلى دعاة الفتنة من أبواق الإشعاعات المسعورة ضد ما يراكمه المغرب الصاعد وهو يواجه بثبات حركة انفصالية مسلحة هناك وطابورا جديدا يمتطي صهوة الريف المغربي الوفي بدعم من نفس ماكينة العار المتربصة بهذه الأرض المعطاء . لقد خاب ظن مناوشات أعداء التميز المغربي وهم في حصرة مما يعرضون من حملات ودسائس ومؤامرات وتكالب اصدمت كلها بجدار صلب من فولاد وإسمنت روحه عهد غليظ مقدس بين الملكية والشعب يتجدد باستمرار كلما تجددت الحملات المسعورة المغرضة من لدن أعداء هذا الوطن المغربي الكبير .
 
- ريع الإستعمار والضرب تحت الحزام:
إن من الموغل في السخرية حقيقة أن يصنِّف بعض تجار البطولة الوهمية أنفسهم في محراب الطهرانية وهم تكالى ريع اللجوء السياسي في بلدان الغرب ، فلا يملون من تحويل منصات الفضاء العمومي التكنولوجي إلى دبابات من نوع خاص  تشن الحرب على قدم وساق ضد بلدهم الأم ، ودون خجل . لقد تحولات عائدات اللجوء السياسي ومعها أرباح الأدسنس إلى ريع استعماري جديد يستثمر في وهم البطولة قصد النيل من المغرب والتشيك في ما يراكمه بشهادة الخصوم قبل الأحباب . فكيف لا يفقه هؤلاء من « صحافة » و إعلام الطابور الخامس أنهم يعيشون في دول كولونيالية استتزفت وتستنزف خيرات شعوب القارة الغنية المفقرة ، أي شعوب إفريقيا التي تعيش ويلات التفقير والتهميش من على مسمع ومرأى من " أبطال " ماخور ريع استعراض السادية المسنودة بأظرفة سمينة تغني من جوع الحقد في مطبخ كراء الحناجر. كيف لا و المناضل مطلوب بأن يطلب اللجوء السياسي في أفقر بلدان افريقيا أو ٱسيا ، بدل التوجه نحو بلدان النعيم الأوروبي قصد ضمان العيش الرغد باسم الثورية المخصية في ماخور العهر القيمي ضدا على وطن أعزل ثغوره في الشمال تقع تحت الإحتلال رغم المسافة البحرية التي لا تراها عيون أبطال الزور المغلقة بمَرهَم الرشاوي الثورية . وكيف لا يجرأ من يصنفون أنفسمم في خانة " محرري الشعوب " وهم يشهدون على ما يتعرض له المغرب من غدر مستمر تارة باسم قوى الإستعمار التقليدي التي تحتل سبتة ومليلية وجزيرة ليلى والجز الجعفرية ، وتارة باسم حركة انفصالية مسنودة بأسلحة وأموال الشعب الجزائري الذي يرزح تحت بطش التوتاليتاريا العسكرية التي تُبلقن كل بلدان المغارب لصالح وهم الدولة - القارة التي خلقها الميثاق الإمبريالي قبل ستة عقود فقط لعرقلة مسار دولة عظيمة ذات تاريخ حافل بالملاحم وهي هذا المغرب الذي يزداد حُساده بقدر الإنتصارات الحاصلة . 
 
لقد أظهر نظام الحكم بالمغرب ، صدقا وحقيقة ، أنه يملك من الشرعيات ما يكفي ليحمي نفسه من السقوط في مستنقع الرد على الطابور الخامس هنا وهناك ، وهم جميعا لا يعرفون أن نباح الكلاب وضُباح الثعالب وعويل الدئاب وفحيح الثعابين لن تنجح مهما فعلت في استدراج مغرب الإمبراطوريات إلى معترك أوغاد التاريخ الذين لا يوقرون الشعب المغربي ولا ثوابته المصونة عن كل شكوك ، وبدرجة الحقد نفسه لا يحترمون ذكاء المغاربة .
 
ختاما؛ لعمري إن البروباغندا المسعورة لم تبدأ اليوم فقط ضد المغرب ، بل انطلق عدّها منذ سنوات وهي تروم إرباك مسار مغرب هاديء يخط مسارة بثبات بدماء العهد المتجددة بين الملكية والشعب ، عهد غليظ لن يثنيه مكر العلوج مهما ارتفع منسوب الخبث ضد المؤسسات التي لا تنام حتى ينعم المغرب بالأمن والأمان مصداقا لقوله تعالى " أطعهم من جوع وٱمنهم من خوف ". وختاما ، لن نبلغ ، مهما فعل أوغاد طابور الخيانة ، مبلغ الريبة في مؤسسات الوطن المغربي العظيم، مؤسسات لا تنام حتى ينام الوطن ، ولا تملّ ولا تكلّ حتى ينجح المغرب في ايجاد موطيء قدم في إقتصادات افريقيا وفي أجرأة مقترح استراتيجي لصالح إفريقيا الساحل نحو المحيط الأطلنتي الذي ينحت موقعا مناسبا في معاملة الإقتصاد العالمي بمنأى عن سيطرة البحر الأبيض المتوسط الذي لا يقبل تغير مواقع القوة أبدا . وكيف لا ينفعل حراس معبد الخيانة ، هنا وهناك وهنالك !! ، وهذا الشبل من داك الأسد ، وخلفهما معا شعب وفي لن يخون العهد أبدا وله يشك مهما ارتفع صدى دسائس العار وهي تكشّر عن أنيابها لنهش استقرار المغرب العظيم بفضل ما حباه به الله من نعمة التلاحم الوثيق بين الملكية الشريفة والشعب الأبي . وأمام هذه اللحمة المفعمة بالإيخاء في رحاب الأسرة الملكية الشريفة المحمية بحفظ الرحمان ، ومع هذا الشعب المغربي العظيم الذي يفهم جيدا لك شفرة هذه اللعبة المسمومة التي ترنو زرع الشك بين مستقبل المغرب ، والعمر المديد لجلالة الملك نسأله طلبا من الله ، والمؤسسات الساهرة على صون العهد ميثاقا غليظا لا يتعب ولا يملّ مهما صاح ضجيج العلوج في منصات الفتنة التي هي أشد من القتل .
 
وما على المغاربة قاطبة غير حسن فهم أن لكل نجاح أعداء ، ولكن نعمة خصوم . وأن مؤسسات الدولة والشعب فوق كل الشكوك مهما عالت قرهدة الضباع المسنودين برشاوي الليل قبل بزوغ فجر تحريك الأنامل وفتح الأفواه أمام تكنولوجيا العقل العلمي لتحرير الحملات المغرضة المسعورة ضد وطن عظيم يحميه الله جلت قوته ، وطن تسنده اللحمة المعطاء بين الملكية والشعب ترياقا يكفي لتجديد دماء العهد في شرايين الوطن المغربي العظيم رغم كيد الكائدين ومكر الماكرين.
 
سعيد ألعنزي تاشفين/ ناشط حقوقي