هذا سلوك معزول، وسببه أن الأمور تضيق على "جمهورية الوهم" وعلى الجزائر. و على سبيل المثال لا الحصر رفض اليابان مشاركة أعضاء من المرتزقة في قيمة تكاد الثانية التي سبق للجزائر أن سجلت موقفاً بشأنها عندما عقدت هذه القمة الاقتصادية في تونس. ومن المعروف أن الجزائر تسعى كل سنة عند اقتراب شهر أكتوبر إلى إثارة الفوضى وتصطاد في المياه العكرة. وقد عرف "انفصاليو الداخل" أو "المرتدون عن الوطن" انحساراً كبيراً بعد دستور 2011، حيث أصبح جميع المغاربة من طنجة إلى الكويرة يتقلدون الوظائف عبر مباريات، وليس كما كان سابقاً حيث كان سكان الصحراء يوظفون في مناصب مالية خاصة.
لقد أشار جلالة الملك أكثر من مرة إلى أن مغرب الأمس قد ولى. وكان هذا السلوك قائماً حتى حدود سنة 2010 في أعراس ومآتم الأسر الصحراوية، إما برفع راية البوليساريو أو بإطلاق بالونات بلاستيكية مطبوع عليها علم "الوهم". أما اليوم، فهذا السلوك يُعتبر تهوراً ارتكبته هذه الشرذمة، منتهكة بذلك حرمة المقبرة ومحرجة لأهل الفقيد والحاضرين.
وبما أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو مستقبل زاهر مليء بالإنجازات والانتصارات، فإن "جيوب المقاومة" لن تستطيع النيل منه. وبالتالي، لا يجب إعطاء حجم لهذا السلوك أكبر من حجمه. إذا كانت حوالي 30 دولة قد فتحت قنصلياتها في الصحراء المغربية، وإذا كانت هولندا وبريطانيا قد خرجتا من "المنطقة الرمادية" وأعلنتا صراحةً مغربية الصحراء وجدية مبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب منذ 2007، فإن البوليساريو تتجه نحو الزوال لا محالة.