أكد رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال جمال المحافظ، أن سياسة اليد الممدودة، تشكل معطى قار يؤطر كافة مبادرات وخطابات جلالة الملك محمد السادس منذ توليه العرش سنة 1999 في علاقة المغرب مع جارته الشرقية الجزائر، وذلك انطلاقا من إيمان جلالته الراسخ والعميق بأن العلاقات بين الشعبين المغربي والجزائري، لاترتبط بالجغرافيا فقط ولكن يحكمها التاريخ المشترك ووحدة المصير، ولدورهما الرئيس في بناء الاتحاد المغاربي الذي راهنت عليه الأجيال في الماضي والحاضر.
وأوضح الكاتب الصحافي في حوار مع جريدة "الصباح" ضمن ملف خاص بمناسبة ذكرى عيد الشباب التي تحل غدا الخميس إن البناء المغاربي يعد أفقا لمستقبل مزدهر لمنطقة شمال افريقيا وآلية لرفع مختلف التحديات التي تواجهها المنطقة التي تزخر بمؤهلات قد تجعلها في حالة الاستفادة منها، ترقية وضعية شعوبها التواقة دوما للوحدة والتعاون والتكامل.
وأكد المحافظ ، إن المقاربة الملكية، التي لا تسلك مسار رد الفعل في التعامل مع العلاقات بين المغرب والجزائر، بل تعتمد خطا ناظما عنوانه الأساسي تعامل حكيم صادق، واستشرافي من خلال الرهان على المستقبل على الرغم من عدم التجاوب الإيجابي للسلطات الجزائرية، مع نداءات جلالة الملك المتتالية التي تلاقي بالمقابل ترحيبا وتأييدا في أوساط الشعب الجزائري الشقيق، واشادة دولية واسعة في زمن لايقين تطغى فيه لغة تأجيج لغة استدامة النزاعات والحروب، وتتوارى في الحكمة واستخدام العقل.
لقد كان آخر هذه النداءات، ما تضمنه خطاب جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش الذي جدد فيه العاهل المغربي مرة أخرى تمسكه القوي بالاتحاد المغاربي، الذي – قال بأنه - لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر مع باقي الدول الشقيقة.
وأكد المحافظ أن جلالة الملك ما فتئ يؤكد في سياق سياسة اليد الممدودة، الالتزام بالانفتاح على المحيط الجهوي للمغرب، وخاصة جواره المباشر، في العلاقة بالشعب الجزائري الشقيق، بالموازاة مع حرص جلالته على ترسيخ مكانة المغرب كبلد صاعد مشيرا الى أنه بصفته ملك المغرب وتأكيدا لموقفه المبدئي والثابت، جدد جلالته في خطاب العرش لهذه السنة موقفه الواضح والثابت؛ وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين، والجغرافيا والمصير المشترك.
ويرى الكاتب إن السياسة الحكيمة التي ارتضاها جلالة الملك، في هذا المجال لا تقتصر فقط على حرصه الدائم على مد اليد للأشقاء في الجزائر، ولكن بتعبيره عن استعداد المملكة لحوار صريح ومسؤول؛ حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين، وأن الالتزام الراسخ باليد الممدودة، نابع من إيمان جلالته بوحدة شعوب المنطقة، وقدرتها، على تجاوز الوضع المؤسف الذي تجتازه العلاقات الثناية حاليا، في الوقت الذي يعبر عن اعتزازه بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد للنزاع حول الصحراء المغربية.
وإذا كان ما يجمع الجزائر والمغرب، أكثر ما يفرقهما اعتبارا كما ذكرنا من تاريخ ومصير مشترك والانتماء لفضاء مغاربي واحد - يقول المحافظ - فإنه يقع على المثقفين والإعلاميين والمجتمع المدني بالبلدين أن يساهموا بدورهم، في تجسير العلاقات بين البلدين، من موقعهم من بحث السبل الكفيلة لتجازو الخلافات السياسية التي تعمل على زيادة التوتر والنزاع بين الشعبين الشقيقين.
ودعا رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال، كافة الفاعلين ومن مواقعهم المختلفة، وفي طليعتهم نساء ورجال الاعلام ، مطالبين بالتوجه نحو المستقبل من خلال فتح آفاق جديدة في العلاقات المغاربية، وفي مقدمتها تلك التي تربط المغرب والجزائر التي يتعين على سلطاتها الانخراط بحسن نية ومسؤولية، في سياسة اليد الممدودة التي ما فتئ يدعو إليها جلالة الملك في العديد من المناسبات، مع الحرص على إقامة علاقات وطيدة، خاصة وأن جلالة الملك يؤكد دوما لإخوانه الجزائريين، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء؛ وكذا الأهمية البالغة، التي يوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين الشعبين.
وانطلاقا من أهدافه المنتصرة لفكرة البناء المغاربي باعتباره خيارا استراتيجيا، فإن المركز المغاربي المنشغل بقضايا الدراسات والبحث في الإعلام والاتصال، يثمن بهذه المناسبة عاليا النظرة الاستشرافية لمستقبل للعلاقات المغربية الجزائرية التي ما فتئ يدعو إليها العاهل المغربي.