أكد إدريس بنسعيد، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس، أمس الاثنين بدبي، أن الشباب العربي يعاني من مشكلة هوية وانتماء.
وأبرز الأكاديمي المغربي، خلال جلسة نقاش حول "إدماج الشباب العربي في نقل وتوطين المعرفة"، نظمت في إطار "مؤتمر المعرفة الأول"، الذي ينعقد خلال الفترة ما بين سابع وتاسع دجنبر الجاري، أن "الشباب العربي يعاني من مشكلة هوية وانتماء هل هو مسلم، أم عربي، أم مواطن يتبع دولة، أم مواطن عالمي".
وسجل في السياق ذاته، وجود تذبذب قوي بخصوص الهوية، ذلك أن الشباب العربي يجد نفسه بين فكي كماشة وهما العولمة والتطرف.
وسعت الجلسة الحوارية، التي أدارها الباحث المغربي عبد الرحيم العطري، أستاذ التعليم العالي في علم الاجتماع، وشارك فيها خبراء وباحثون من المغرب والسعودية وتونس ومصر، إلى بحث العلاقة العضوية بين توطين المعرفة وتمكين الشباب، ومدى إسهامها في التصدي لمشكلة البطالة، وذلك في ضوء نتائج وتوصيات تقرير المعرفة العربي 2014، الذي تم إطلاقه اليوم في إطار فعاليات المؤتمر.
واعتبر إدريس بنسعيد، في هذا السياق، أن ولوج مجتمع المعرفة يتطلب امتلاك خمس لغات، تشمل اللغة الأم واللغة الإنجليزية، واللغات العالمية ولغة العلم (الرياضيات)، ولغة (الإعلاميات). وأبرز أن ما تعانيه البلدان العربية من بطالة الشباب، ولاسيما خريجي الجامعات في بعض العلوم الدقيقة، ناجم عما شهده سوق العمل من تحول لم يواكبه تغيير على مستوى مدخلات المعرفة.
وأشار في هذا الصدد إلى أن تقرير المعرفة العربي أظهر بوضوح عجز الجامعات العربية عن مواكبة التطور، حيث ظلت أسيرة التاريخ والمناهج القائمة على التلقين، والتخصصات التقليدية.
كما وقف التقرير، يضيف بنسعيد، على ما تعانيه المجتمعات العربية من انهيار لغوي كبير، جعلت الكثير من الطلبة عاجزين حتى عن التمكن من زمام اللغة العربية وغيرها من اللغات الرئيسية مثل الإنجليزية.
وينعقد مؤتمر المعرفة الأول، الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء وباحثين من عدد من البلدان العربية والغربية. ويتضمن برنامج عمل المؤتمر، جلسات حوارية تتطرق لعدة محاور من بينها "التحول إلى اقتصاد المعرفة بين الواقع والتطبيق" و"المعرفة بين الابتكار والتكامل" و"إنتاج وتوطين المعرفة" و"إدماج الشباب العربي في نقل وتوطين المعرفة"، و"حال الشباب في دولة الإمارات وعناصر تمكينه من المشاركة الفاعلة في نقل وتوطين المعرفة"، و"إستراتيجيات الدمج الناجع للشباب العربي في عمليات نقل وتوطين المعرفة" و"المعرفة العربية في أرقام: نحو مؤشر المعرفة العربي"، و"الحالة المعرفية العربية في ظل الربيع العربي".
كما يتميز المؤتمر، بإطلاق "مؤشر المعرفة"، إلى جانب "تقرير المعرفة العربي للعام 2014.. الشباب وتوطين المعرفة"، والذي يعد مبادرة مشتركة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.