حتضن المركب الثقافي بالناظور، نهاية الأسبوع المنصرم، حفل توقيع رواية "علبة الأسماء" للكاتب محمد الأشعري ، والتي صدرت حديثا عن المركز الثقافي العربي ( الدار البيضاء - بيروت) . وأبرز الأشعري ، في كلمة له خلال هذا الحفل ، أن هذا النص الأدبي لا يريد أن " ينوب عن المؤرخين ولا عن الدارسين الاجتماعيين" ، بل يريد أن يقدم "رؤية مسائلة ومشاغبة حول التاريخ "، مشيرا إلى أن المهم في الرواية هو الحكاية وليس المعرفة التاريخية ، لأن الروائي "أعجز عن تقديم حقيقة تاريخية" .
وعن حضور الرباط والأندلس في " علبة الأسماء " ، قال الأشعري إن علاقة الرواية بالرباط هي "علاقة الجزء بالكل " ، وأن كل الأمكنة التي تم التحدث عنها هي مرتبطة بأحداث وقعت خلال فترة معينة . أما المقصود بالأندلس فليس الجغرافيا والمسألة الإثنية، بل "روح الأندلس بما تعنيه من طريقة حياة ومحبة للحياة وللفن وللعلاقات المنفتحة والتجاور والتساكن والتسامح " .
وأجمعت القراءات والآراء التي قدمت خلال الحفل على كون " علبة الأسماء " رواية "مميزة " و"استثنائية " نسجها بإتقان محمد الأشعري ، الروائي والشاعر الذي أثرى المشهد الثقافي الوطني بإبداعاته المتميزة والقوية . كما اعتبرت المداخلات " علبة الأسماء " كتابة إبداعية تنطلق من الأحداث و العواطف ، فهي حافلة ب " كثير من العواطف في التصاقها بالفكر والسلوكيات" ، كما أنها تمثل تداخلا لحكايات تصف الكثير من الأحداث التي عرفها المغرب خلال فترة الثمانينات . وأشارت إلى أن الرواية ، التي تتميز بأناقتها الأدبية وكتابتها الشاعرية ، تحكي عن "شخصيات حقيقية في أماكن حقيقية وواقعية" ، حيث الشخصية حاضرة في الرواية ب " سقطاتها وطموحاتها و إحباطاتها ، وهي حية وواقعية " ، مسجلة أن التداخل بين الروائي والشاعري في " علبة الأسماء " أعطى إنتاجا بالغ الجمالية .