بعد مدينة فاس والرباط والدار البيضاء، واصل الوفد الطلابي الروسي التابع لمركز الثقافة العربية "الحضارة" بروسيا الاتحادية رحلته الثقافية والترفيهية لمدينة مراكش، "المدينة الحمراء" وعاصمة المرابطين والموحدين، وذلك يوم الأربعاء 13 غشت 2025. بحيث استمتع الوفد الطلابي بجولة في ساحة جامع الفنا، ومسجد الكتبية، ودار الباشا. فضلا عن ذلك، التجوال بين أزقة المدينة القديمة وأسواقها الشعبية وحدائقها.
بعض الطلبة من الوفد الطلابي الروسي برفقة ألونا ريفينا بحدائق ماجوريل بمراكش.
وكانت مدينة الصويرة المحطة الختامية لهذه الرحلة الثقافية والترفيهية. وهي المدينة التي جسدت على مر العصور قيم التسامح والتعايش والعيش المشترك. بحيث زار الوفد الطلابي يوم الجمعة 15 غشت 2025 سقالة الميناء، وسوق السمك، والمدينة العتيقة، واستمتع بإيقاعات موسيقى كناوة. كما خاض الطلبة بها تجربة ركوب الأمواج في المحيط الأطلسي.
ويوم السبت 16 غشت 2025، يختتم الوفد الطلابي رحلته الثقافية والسياحية، ومغادرته المغرب عبر مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، عائدا إلى روسيا الاتحادية، بعد برنامج حافل بالأنشطة الثقافية والعلمية والترفيهية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الرحلة الثقافية والترفيهية، تندرج في إطار الدورة التكوينية الصيفية في تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية.
وقد اختُتم شقها العلمي والأنشطة الموازية يوم 8 غشت 2025 بكلية أصول الدين بتطوان. فيما أسدل الستار على الجزء الخاص بالرحلة الثقافية والسياحية إلى المدن الإمبراطورية يوم السبت 16 غشت 2025.
وبهذا تكون هذه الدورة التكوينية الصيفية - التي انطلقت يوم الإثنين 14 يوليوز 2025، لتُختتم رسميا يوم السبت 16 غشت 2025- قد شكلت في مجملها فرصة ثمينة للوفد الطلابي القادم من مختلف الجامعات والمعاهد من روسيا الاتحادية للتعرف على اللغة العربية والثقافة المغربية من خلال الدروس والمحاضرات والورشات والأنشطة الثقافية الموازية، وزيارة المتاحف والمآثر التاريخية، ولحواضر شمال المغرب من تطوان إلى طنجة، ومن شفشاون إلى أصيلة. والتعرف على تاريخ المغرب الممتد قبل الإسلام عبر ممالكه الأمازيغية، وفي الإسلام عبر سلالاته الحاكمة المتعاقبة شرفاء وأمازيغ، من الأدارسة والمرابطين والموحدين والمرينيين والوطاسيين والسعديين والعلويين. وهي السلالات التي نحتت في حقل التاريخ اسم "المملكة المغربية" منذ عهد الموحدين.
الوفد الروسي بشاطئ الصويرة
وبذلك، يكون الوفد الطلابي الروسي اكتسب معرفة حقيقية عن المغرب وثقافته وحضارته، وتاريخه، وجغرافيته، ومكانته الإقليمية والدولية. وهذا من شأنه أن يعزز أواصر الصداقة والتعاون، وترسيخ قيم التفاهم والحوار والتواصل بين المملكة المغربية وروسيا الاتحادية ذات العمق التاريخي والحضاري العريق والأصيل، بما يفتح آفاقا واعدة للتعاون في مختلف المجالات.
إلياس التاغي، منسق نادي اللغات والتواصل الحضاري، التابع لشعبة اللغات والثقافة والتواصل بكلية أصول الدين بتطوان.