في كل صيف، تواصل جمعية الشعلة للتربية والثقافة جعل مخيماتها فضاء حيا لتجسيد مبادئ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، حيث تتلاقى المتعة والترفيه مع التربية على القيم الكونية والمواطنة المسؤولة. فالمخيم بالنسبة للشعلة ليس مجرد فسحة صيفية، بل مدرسة مفتوحة لترسيخ حقوق الطفل كما نصت عليها الاتفاقية، من الحق في التعليم (المادة 28)، والحق في الراحة وممارسة الأنشطة الثقافية والفنية (المادة 31)، إلى الحق في التعبير والمشاركة في القرارات التي تخصه (المادة 12)، والحماية من التمييز والعنف (المادتان 2 و19). وفي صيف 2025، تميزت المخيمات ببرنامج تفاعلي متكامل، جمع بين الورشات الحقوقية، والأنشطة الثقافية والفنية، والتجارب الميدانية، مما مكن الأطفال من استيعاب حقوقهم عبر الممارسة اليومية. وقد شكل تنظيم “برلمان الطفل” محطة بارزة، حيث عاش الأطفال تجربة انتخابية متكاملة، من الترشيح وإعداد البرامج، إلى الحملات الانتخابية، فالاقتراع، وانتهاءً بمناقشة قضاياهم داخل المخيم، مما عزز لديهم قيم الديمقراطية والحوار واحترام الرأي الآخر. كما نُظمت ورشات تناولت حقوق الطفل، المساواة بين الجنسين، الحق في بيئة سليمة، حرية التعبير، والحماية من العنف، بأسلوب يجمع بين اللعب التربوي، والمحاكاة، والتعبير الفني، ليتحول التعلم إلى تجربة ممتعة وقريبة من حياتهم. وكان للفن السابع حضور مؤثر عبر عرض أفلام ذات بعد إنساني، تلاها نقاش جماعي حلل الشخصيات والأحداث والرسائل، وفتح الباب أمام التفكير النقدي. ولم تغب المسابقات المعرفية التي مزجت بين التثقيف والترفيه، ووسعت مدارك الأطفال الحقوقية. والأهم أن البعد الحقوقي كان مدمجًا في كل تفاصيل الحياة المخيمية، من الاستقبال إلى الأنشطة اليومية، حيث تُحترم الحقوق في التعبير، والخصوصية، والكرامة، والاختيار، والاختلاف. وهكذا، تؤكد جمعية الشعلة التزامها العملي بروح الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، معتبرة أن غرس هذه الحقوق لا يتحقق بالخطاب وحده، بل بالممارسة اليومية التي تربي الأجيال على قيم الحرية والمساواة في انسجام مع الهوية المغربية والانفتاح على القيم الكونية.