في كل اللحظات المفصلية في تاريخ البشرية، تبرز حاجة الإنسان العميقة ، لإعطاء معنى لحياته ووجوده ، متشبتا بقضايا تتجاوز ما تقدمه أسواق الاستهلاك الاعلامي ...وهي قضايا يشعر من خلالها هذا المواطن البسيط، أنه يثبت ذاته كإنسان، ويمنح وجود بعض المعنى...
خير ما يعكس هذا الوضع، هي هبات الدعم والمساندة للفسطينيين المنددة بما يتعرضون له من تهجير وتجويع وإبادة، وهي هبات تنتشر في أنحاء العالم، وتأخذ لها تعبيرات مختلفة، لكنها تعبر عن تضامن يتجاوز كل الحدود وحسابات السوق....فالمواطن الذي يخرج للتظاهر والاحتجاج في مدريد أو سيدني أو لندن... يعبر عن حاجة لإثبات انسانيته،ورفض مظاهر الهمجية التي يسير نحوها العالم..
أمام هذه التعبيرات الشعبية والعميقة، تظل النخب السياسية والثقافية متخلفة....وغارقة في حسابات التردد والتوجس..