باعلي ابالشيخ: "الكوركاس" قوة اقتراحية لا تقريرية نجح في استيعاب كل مكونات المجتمع الصحراوي

باعلي ابالشيخ: "الكوركاس" قوة اقتراحية لا تقريرية نجح في استيعاب كل مكونات المجتمع الصحراوي باعلي ابالشيخ، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية
حدد‭ ‬الظهير‭ ‬المهام‭ ‬الرئيسية‭ ‬للمجلس‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الصحراوية،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬تقديم‭ ‬المشورة‭ ‬للملك‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالصحراء،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للمنطقة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬الصحراء،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬للمنطقة‭. ‬كما‭ ‬حصر‭ ‬الظهير‭ ‬الاختصاصات‭ ‬التفصيلية‭ ‬للمجلس،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬صلاحياته‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬القضايا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالصحراء،‭ ‬وتقديم‭ ‬التوصيات‭ ‬والمقترحات‭ ‬للملك،‭ ‬وإجراء‭ ‬البحوث‭ ‬والدراسات،‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭.‬

ويندرج‭ ‬تعيين‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تفعيل‭ ‬ما‭ ‬أعلنه‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬العرش‭ ‬لسنة‭ ‬2006‭ ‬وخطابه‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬الثلاثين‭ ‬للمسيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬منطوق‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬«وبذلكم‭ ‬نضع‭ ‬لبنة‭ ‬نعتبرها‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬التشاور‭ ‬وفسح‭ ‬المجال‭ ‬الواسع‭ ‬أمام‭ ‬مواطنينا‭ ‬للمساهمة‭ ‬باقتراحاتهم‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬المتصلة‭ ‬بوحدتنا‭ ‬الترابية‭ ‬وبالتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬للأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬العزيزة‭ ‬علينا»‭.‬

إذن‭ ‬فالمجلس‭ ‬يعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬قوة‭ ‬اقتراحية‭ ‬تضمن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التنوع‭ ‬الذي‭ ‬يطبع‭ ‬تشكيلته،‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬بينها‭ ‬المنتخبين‭ ‬وشيوخ‭ ‬القبائل‭ ‬الصحراوية‭ ‬والفعاليات‭ ‬الشبابية‭ ‬والنسوية‭. ‬هذا‭ ‬التنوع‭ ‬انعكس‭ ‬إيجابا‭ ‬على‭ ‬أغلب‭ ‬المشورات‭ ‬داخل‭ ‬المجلس‭ ‬باختلاف‭ ‬الخلفيات‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬‮ ‬أغلب‭ ‬‮ ‬دورات‭ ‬المجلس‮ ‬‭ ‬تستمر‭ ‬إلى‭ ‬غاية‮ ‬‭ ‬أوقات‭ ‬متأخرة‭ ‬من‭ ‬الليل،‭ ‬بل‭ ‬ويتم‭ ‬تمديدها‭ ‬برغبة‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬المشاورات،‮ ‬‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الجلسات‭ ‬الخاصة‭ ‬بمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭.‬

ورغم‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬المجلس‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬من‭ ‬انتقادات،‭ ‬سواء‭ ‬المتعلق‭ ‬منها‭ ‬بنوعية‮ ‬‭ ‬أعضاءه‭ ‬وعدم‭ ‬انسجام‭ ‬مكوناته‭ ‬أو‭ ‬محدودية‮ ‬‭ ‬دوره‭ ‬ووصفه‭ ‬بأنه‭ ‬ولد‭ ‬ميتا‭. ‬وهي‭ ‬انتقادات‭ ‬لم‭ ‬تراعي‭ ‬كون‭ ‬المجلس‭ ‬أسّس‭ ‬كقوة‭ ‬اقتراحية،‮ ‬‭ ‬وليس‭ ‬مؤسسة‭ ‬تقريرية‭ ‬وتنوع‭ ‬واختلاف‭ ‬الآراء‭ ‬داخله‭ ‬يعتبر‭ ‬مسألة‭ ‬محمودة،‭ ‬بل‭ ‬مركزية‭ ‬ونقطة‭ ‬قوة‮ ‬‭ ‬تسمح‭ ‬باستيعاب‮ ‬‭ ‬وتوسيع‭ ‬مجال‭ ‬المشاورات‭ ‬والأفكار‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬مختلف‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬بالأقاليم‭ ‬الصحراوية‭.‬

إنّ‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يحسب‭ ‬المجلس‭ ‬ويعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬نجاح‭ ‬هو‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬الذي‭ ‬ساهم‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬بلورته‭ ‬والتصويت‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الأممي‭ ‬ونال‭ ‬إشادة‮ ‬‭ ‬دولية‭ ‬واسعة،‭ ‬واليوم‮ ‬‭ ‬تعتبره‭ ‬أهم‭ ‬الدول‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بمثابة‭ ‬الحل‭ ‬الامثل‭ ‬والوحيد‭ ‬للقضية‭ ‬الوطنية‭.‬

إن‭ ‬استمرار‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬تأدية‭ ‬مهامه‭ ‬مرتبط‭ ‬أساسا‭ ‬بالإرادة‭ ‬الملكية،‭ ‬سواء‭ ‬بالحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬بنفس‭ ‬الشكل‭ ‬والمهام‭ ‬أو‭ ‬بإنهاءه‭ ‬أو‭ ‬تغييره‭. ‬فالقصية‭ ‬اليوم‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬الحسم‮ ‬‭ ‬والمرور‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية،‭ ‬وهي‭ ‬الإعداد‮ ‬‭ ‬لتطبيق‭ ‬الجهوية‭ ‬الموسعة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬توسيع‭ ‬المشاورات‭ ‬الإعداد‭ ‬للأرضية‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الأمثل‭ ‬لإنجاح‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الجوانب‭ ‬القانونية‭ ‬والتنموية‮ ‬‭ ‬وهي‭ ‬تحديات‭ ‬تتطلب‮ ‬‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬أو‭ ‬أيّ‭ ‬مؤسسة‭ ‬أخرى‭ ‬تحل‭ ‬محلّه،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الاستشراف‭ ‬المتوسط‭ ‬والبعيد‭ ‬المدى‭ ‬لكل‭ ‬التطلعات‭ ‬والانتظارات‭ ‬المجتمعية‭ ‬لسكان‭ ‬الأقاليم‭ ‬الصحراوية‭. ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‮ ‬‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المنطقة‮ ‬‭ ‬الذين‭ ‬راكمت‭ ‬تجارب‭ ‬كبيرة‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وواكبت‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬منذ‭ ‬السبعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ولم‭ ‬يسعهم‭ ‬المجلس‭ ‬سابقا‮ ‬‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬الشبابية‭ ‬والنسوية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬بوح‭ ‬القبائل‭.‬