إذا كان النظام السوري البائد قد حرصعلى إذكاء الصراع والاحتقان بمنطقة السويداء السورية، فالسلطات الحاكمة اليوم في سوريا مطالبة ببسط سلطة الدولة على كل ارجاء محافظة السويداء، وتفعيل مختلف المؤسسات الكفيلة بضبط الامن والسهر على امان المواطنين وضمان العدالة الاجتماعية بينهم وضمان المساواة في الحقوق والواجبات وقطع الطربق على الاطراف التي تواصل العيش على الاحتقان بين طائفة الدروز وباقي العشائر السورية.
إن الوقفة الوطنية مع الذات مطلوبة اليوم بإلحاح من السوريين كافة. وعلى عاتق السلطة الإنتقالية تقع و اجبات الحوار والإنفتاح وتفعيل المؤسسات وضمان الحقوق وتمكين المجتمع المدني ثم الإلتزام بما شرعت له هي ذاتها من واجبات وآشتراطات دستورية...كما على الحكومة الإنتقالية الحالية حل مشاكل السويداء وتحييد العناصر التي تطلب المساعدة من الخارج تجنبا للإتجاه محو التقسيم الفدرالي . كما ان التعجيل بإجراء انتخابات نيابية سورية سيساعد في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في سوريا.
إن آستنجاد الاقليات الدروزية او العلوية اليوم بإسرائيل لحمايتها من الأغلبية، يكشف حجم المأساة الأخلاقية والسياسية التي وصلت إليها سوريا بعد فرار بشار الاسد بعد ان خلف دمارا لاتقل فجاعة عن مثيلاتها في العراق وليبيا والسودان واليمن..من يستبدل استبداد نظام داخلي بتحالف مع عدو خارجي ، لا يسعى إلى وطن بل الى إستمرار امتيازات طائفية على حساب وحدة الأرض والشعب.
إن ما يحدث في سوريا اليوم هو تحذير صارخلكل الشعوب التي تمجد حكامها وتمنحهم تفويضا مطلقا دون محاسبة او مراقبة . فحين يباع الوطن مقابل الكرسي؛ تصبح دماء الابرياء سلعة رخيصة ، والسيادة ورقة تفاوض بين الطغاة والعدو.
إن سوريا اليوم، ليست فقط ضحية إسرائيل بل ايضا ضحية نظام إستبدادي دمر الداخل وفتح الباب لكل غاز ومتآمر..ولا خلاص إلا بتوحيد الكلمة وتقديم مصلحة الوطن على كل طاىفة وكل زعيم وكل شعارات فارغة.
إن مايحدث بسوريا والعراق ولبنان...ينبئ بان السنوات القادمة ستكون صعبة على عديد من البلدان العربية. ستسقط عدة دول عربية بلا شك وستتغير خطوط الجغرافيا والحدود. وسيأتي الكيان الإسرائيلي بأنظمة عربية كرتونية تحقق لهذا الكيان المحتل الصهيوني النازي كل ما يريدونه. سوف يرغم ترامب على تحقيق اهذافهه التوسعية و الامبريالية.
وصفوة القول، السويداء السورية اليوم ليست بحاجة الى تدخل خارجي يحرضها او يستغل مكانة المنبر الديني لتحقيق أهداف سياسية ضيقة، بل تحتاج السويداء السورية الى صوت العقل والانتماء للوطن ولشراكة حقيقية بين الدولة وأبنائها، تدفع بآتجاه الامن والإصلاح والبناء لا الى التقسيم والتفتيت والتخريب.
خليل البخاري/ أستاذ مادة الإجتماعيات