خلال تبادل الرسائل بينهما، طالب الصحافي الإسباني اليميني، من عبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة، بإدانة واضحة وفورية للاعتداء على المواطن المسن :دومينغو" في "توري دي باتشيكو"، معتبرًا البلاغ الذي أصدره المركز ضعيفًا.
أما رد الحقوقي عبد السلام بوطيب، فذكر صديقه الصحافي، بالتضامن الكامل مع الضحية، مع التحذير من خطابات التطرف اليميني في إسبانيا التي تهدد التعايش بين البلدين، مؤكدًا ضرورة تعزيز قيم الاحترام والذاكرة المشتركة..
فيما يلي النقاش الدائر بين الحقوقي بوطيب والصحافي الإسباني:
الصحافي الإسباني: عزيزي عبد السلام.
أعتبر أن البيان الذي أصدره مركز الذاكرة المشتركة في موضوع أحداث "توري دي باتشيكو" مؤسف للغاية.
فلكي يحظى بيانكم بالمصداقية، ولكي لا يكون مجرد كلام فلسفي جميل يُقال، يجب أن يبدأ بإدانة قَطْعِيَّة للاعتداء الذي تعرض له العجوز الإسباني المسكين "دومينيغو"، وبدون تبريرات للاعتداء الذي قام به ثلاثة مغاربة، لا يقيمون في تورّي باتشيكو، وكان أحدهم على الأقل (زعيم المجموعة) ينوي الفرار إلى فرنسا.
وفي انتظار نتائج التحقيق لمعرفة ما إذا كان الفعل متعمّدًا ومدبّرًا من قبل جهة ما بهدف إشعال الأوضاع، كان من الواجب إدانة الضرب المبرح الذي تعرض له "دومينغو".
بعد ذلك فقط، يمكن الحديث عمّا يُراد بخصوص التعايش والعنصرية.
للأسف بيان مركز الذاكرة المشتركة، لم يذكر بكلمة واحدة الاعتداء على دومينغو.
*الحقوقي عبد السلام بوطيب*: صديقي وأخي بيدو العزيز.
أتوجه إليك بهذه الرسالة لأعبر لك، ومن خلالك، عن تضامني المطلق مع الشيخ دومينغو، ومع كل من تطاله يدُ العنف والعدوان، سواء أكان جسديًا، أو نفسيًا، أو رمزيًا.
إن ما تعرض له هذا المواطن المسنّ أمر مدان بكل المقاييس، ولا يمكن أن يبرره أي سياق أو يُخفّف من فظاعته أي خطاب.
لكن الهمجية التي تمارسها بعض التيارات اليمينية المتطرفة في إسبانيا، والتي تسعى جاهدة لتسميم علاقات الجوار والتاريخ المشترك بين الشعبين المغربي والإسباني، لا تخدم لا السلام، ولا الديمقراطية، ولا مستقبل التعايش في حوض المتوسط.
وأمام هذه الوقائع المؤلمة، لا يسعنا سوى أن نُعبر، بكل حزم ووضوح، عن إدانتنا الشديدة لهذه الاعتداءات، وعن رفضنا المطلق لكل أشكال التحريض والتعبئة العنصرية التي تحاول بعض الأطراف استغلالها لتغذية الكراهية والتمييز.
نحن نؤمن بأن العلاقة المغربية الإسبانية يجب أن تكون نموذجًا في التفاهم والتعايش وبناء العيش المشترك، على أساس الاحترام المتبادل، والذاكرة المشتركة، والقيم الإنسانية التي تجمع بين شعبينا.
أتمنى للشيخ دومينغو الشفاء العاجل، وأؤكد أننا، في وجه هذا الانحدار الأخلاقي، سنظل نتمسك أكثر بقيم التضامن والكرامة والعدالة.