لحسن العسبي: أحمد فرس نم قرير العين فقد كنت رجلا

لحسن العسبي: أحمد فرس نم قرير العين فقد كنت رجلا لحسن العسبي (يسارا) والراحل أحمد فرس
أنا من الجيل الذي لم يسعد فقط بالتفرج مباشرة على لاعب هرم من عيار أحمد فرس، بل أنا من الجيل الذي تربى على المثال التربوي والأخلاقي الذي كان يمثله كأيقونة مغربية خالصة..
أحمد فرس كان مربيا قبل أن يكون لاعبا..
وفي ملعب الحياة كان فنانا من الطراز العالي..
أنا من الجيل الذي كان يتمتع كل أسبوع بالتفرج على مبارتين دفعة واحدة كل أحد بملعب الأب جيكو أو بالملعب الشرفي قبل أن يعاد بناؤه ويصبح مركب محمد الخامس في الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي، حين كانت بالدارالبيضاء المدينة العمالية أربعة فرق في قسم الصفوة هي الوداد (فريق المدينة القديمة)، الرجاء (فريق حي درب السلطان)، الطاس(الإتحاد البيضاوي، فريق الحي المحمدي) وليتوال (نجم الشباب، فريق حي درب غلف).
حين كان أي واحد من هذه الفرق يستضيف فريق المدينة العمالية، مدينة الصناعات البترولية وشركة سامير المأسوف على مصيرها والجريمة المرتكبة في حقها وفي حق الأمن الطاقي للمغرب، فريق شباب المحمدية، فالفرجة مضمونة بدرجات سامية.
وحده فرس وزملاؤه من كانوا "يزمطون" كل فرق الدارالبيضاء الأربعة..
حيث يكون الثنائي فرس وعسيلة جناحان محلقان كالنسر الكاسر، وحيث الثنائي الإخوة الرعد سد منيع للدفاع والمرمى، وحيث كلاوة راقص صامبا في الوسط رفيع..
لا تقولوا أحمد فرس مات، أمثاله أكبر من الموت، لأنه كان علامة بلد إسمه المغرب ومدينة إسمها المحمدية، التي أخذت من سيرته العطرة وأخذ هو من طيبوبة أهلها وصدقهم وتربيتهم المغربية الأصيلة ما هو راسخ في التربية السلوكية اليومية (الترابي التي على أصولها)..
فرس هو علامتنا المغربية التي لا تموت، ذلك البطل الوحيد الذي حمل كأس إفريقيا اليتيمة التي فزنا بها كبلد منذ خمسين سنة..
فرس هو أيضا أول قدم ذهبية مغربية تفوز بالحذاء الذهبي في إفريقيا سنة 1976..
فرس لم يمت، هو سافر فقط ليحكي الذي جرى للمربي الآخر الكبير الذي صنع مجد شباب المحمدية، المدرب والمربي عبد القادر لخميري، الذي كم سعدت بالفوز بلقاءات ممتعة معه في مكتبة مولاي الحسن باجدي بشارع الجيش الملكي بالمحمدية..
فرس سافر ليلعب لعبة مجد آخر هناك في ديمومة الأزل رفقة عسيلة صنوه الاخر، تحت عين الأب لخميري..
هيت لك الحاج أحمد فرس،
نم قرير العين، فقد كنت رجلا.