يوضح حمو جديوي، رئيس جمعية خريجي المعهد العالي للدراسات البحرية (ISEM Alumni) دلالات احتفال الجمعية باليوم العالمي لرجال البحر، مؤكداً أن الحفل حمل رسائل عميقة تعكس التزام الفاعلين في القطاع البحري.
وفي حوار مع "أنفاس بريس"، شدد على أن شعار الذي اختير لهذا الحدث يلخص جوهر الرسالة: "رهان رجال البحر في تطبيق الرؤية الملكية في إنشاء أسطول تجاري وطني قوي وتنافسي".
وأضاف أن مهنيي القطاع عازمون على بذل كل الجهود اللازمة من أجل تحقيق هذا الهدف الوطني النبيل، فهم أبناء الميدان وأدرى بتفاصيله، ومن مصلحة الوطن أن يُسند تدبير القطاع إلى أهله.
ماهي دلالات احتفال جمعية خريجي المعهد العالي للدراسات البحرية باليوم العالمي لرجال البحر؟
اليوم العالمي لرجال البحر أقرته المنظمة البحرية العالمية اعترافا بدور رجال البحر في تأمين المبادلات التجارية العالمية والمساهمة في الاقتصاد العالمي، وتنويها بجهودهم المبذولة من أجل السلامة والمحافظة على البيئة. وجمعيتنا كل أعضائها من رجال البحر، فالأولى أن نحتفل نحن بهم.
بالنسبة للمغرب، فأول مرة يتم الاحتفال بهذا الشكل. جعلنا من هذا اليوم فرصة لتكريم الرواد القدامى ممن أسسوا لمهنتنا. فحضر المؤسس وأول مدير للمعهد، ومدير التكوين آنذاك بالإضافة إلى ثلة من زملائهم. ودعونا كذلك الربابنة والمهندسين القدامى وكرمنا عددا منهم وسمينا هذه الفئة "فخرنا".
ودعونا أيضا مجموعة من التلاميذ الضباط بالمعهد العالي للدراسات البحرية وكانت صفتهم في الحفل "مستقبلنا".
لقد حرصنا على أن يتواجد في الحفل من يمثلون جميع الأجيال من خريجي المدرسة الوطنية الأولى في الستينات إلى من لا يزالون يتابعون دراستهم بالمعهد العالي للدراسات البحرية.
كان لقاء رائعا بين الماضي والحاضر والمستقبل. وقد تفاعل الجميع مع المناسبة ومع الأجواء الاحتفالية. وعبرت عن ذلك مشاعر كل الحضور. لقد كانت لحظات فرح وافتخار.
خلال كلمتك قلت إن مجرد هذا الحضور هو رسالة. ماذا تقصد بذلك؟
الرسالة هي أننا كنا هناك نمثل كل الأجيال، كل وظائف القطاع البحري، كل الكفاءات والخبرات المتراكمة منذ فجر الاستقلال.
وإذا انتبهت للشعار الذي نظم تحته الحفل، ستفهم الرسالة: "رهان رجال البحر في تطبيق الرؤية الملكية في إنشاء أسطول تجاري وطني قوي وتنافسي". هم مستعدون وملتزمون ببذل كل ما يلزم في سبيل ذلك. هم أهل القطاع وهم أدرى بتفاصيله. ومن مصلحة الوطن أن يتولى أهل القطاع أمورهم.
هل هناك تجارب دولية معينة ترون أن المغرب يمكن أن يستفيد منها في بناء اسطول وطني تنافسي؟
الاستفادة من تجارب الآخرين دائماً أمر مرغوب، فالدول تأخذ فكرة من التجارب التي سبقتها وتستفيد منها بأفضل ما يناسبها. لكن هنا أود أن أشير إلى نقطة مهمة، وهي أن لكل بلد ظروف معينة ورؤيته الخاصة في مجال الملاحة التجارية والنقل البحري بشكل عام.
على سبيل المثال، إذا أخذنا تجربة كوريا الجنوبية في الملاحة التجارية وفي بناء أسطولها الوطني، فهي تعتمد على تنمية الأسطول الوطني رابطة ذلك بتقوية قطاع بناء السفن، وهو أمر قد يختلف عن بريطانيا التي تنمي أسطولها الوطني باستثمارات معينة مع القطاعات الأخرى والخدمات مثل التأمينات والخدمات المالية والقانونية التي تتميز بها.
أما تجربة تركيا، فلها رؤية مختلفة حيث تسعى لأن تكون رائدة في النقل في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي يتبنى الأسطول الوطني التركي هذه الرؤية ويشتغل على هذا الأساس.
أما نحن في المغرب، لدينا رؤية وطنية للملاحة التجارية والنقل البحري، ومن خلالها، ومن خلال درارسة طبيعة تموقعنا وتدفقاة تجارتنا الدولية، نعرف ما سيكون عليه الأسطول وما الذي يجب إصلاحه.
(مقاطعا) في نظرك، ماهو المسار الأنسب لإصلاح القطاع وتجنب أخطاء الماضي، لعل أبرزها تفويت المغرب "كوماناف" إلى شركة دولية في الملاحة التجارية؟
إصلاح القطاع ورش وطني كبير يحتاج لمساهمة كل الأطراف المعنية به.
الحمد لله الآن عندنا رؤية ملكية وضعت الهدف الكبير.
وكما قلت في كلمتي اثناء الحفل، في تاريخ القطاع حدثت النقلات النوعية بفضل إرادة ملكية ورجال أكفاء ملتزمين وغيورين يقومون بتنزيل تلك الإرادة . حدث هذا لما تشكلت شركات الملاحة والأسطول الوطني سابقا. وتكرر هذا في إنجاز المركب المينائي طنجة المتوسط وما يليه ضمن السياسات المينائية. ونحن الآن على أبواب نقلة أخرى.
لسنا معنيين بالحديث عن الأخطاء. لكن الإنجازات الكبيرة تتطلب إسناد الأمور إلى أهلها: المسؤولون الغيورون النزهاء، إشراك الكفاءات العالية والالتزام بالضوابط والمعايير المهنية الدولية.
ما هي أبرز التوصيات التي خرجت بها جمعيتكم؟
يجب التوضيح أن الحفل كان احتفالاً لتكريم القدماء والرجال المخلصين والرواد الذين قدموا الكثير في قطاع النقل البحري، وليس يوماً دراسياً لإصدار توصيات.
ولكن من خلال هذا الحفل خرجت رسائل عديدة، منها أن هذا القطاع له رجال مخلصون يحبون عملهم، ويملكون من الكفاءات والمهارات ما يفتخر به بلدنا، وقد اجتمعوا على مر الأجيال منذ الأجيال الأولى وحتى آخر فوج يتخرج هذا العام من المعهد العالي للدراسات البحرية، وهذه رسالة تلقائية صدرت عن الحفل دون أن يقولها أحد.
كما أن رجال البحر هم أهل الخبرة، فهم أهل البحر وأدرى بأمور البحر، ولذلك عند صياغة أي مشروع يجب أن نأخذ بعين الاعتبار وجود الكفاءات اللازمة لتقييم الجوانب التقنية المهمة، ويجب أن نفخر بهذه الكفاءات ونعتمد عليها في أي مشروع مستقبلي إن شاء الله.
هل هناك توجه نحو إعداد مذكرة موجهة إلى إدارة المعهد العالي للدراسات البحرية والوزارة الوصية؟
وضعنا طلباً للقاء السيد الوزير لتبادل وجهات النظر والتعرف أكثر على رؤيته، ونرى ما يمكن تقديمه لمصلحة البلاد.
وبالنسبة لإدارة المعهد، نعتبر أن المؤسسة هي بيتنا الذي لا نحتاج إلى رسميات في التعامل معه، ونتمنى أن يكون التواصل سهلاً وميسراً، وإذا اقتضت الضرورة رفع مذكرة سنقوم بذلك في الوقت المناسب.
أعضاء مكتب جمعية خريجي المعهد العالي للدراسات البحرية