الجالية المغربية بإيطاليا تشتكي ظروف النقل البحري

الجالية المغربية بإيطاليا تشتكي ظروف النقل البحري غلاء التذاكر ورداءة الخدمات في شركة GNV تثير استياء الجالية المغربية بأوروبا
في غياب أي منافس لشركة GNV الإيطالية ، تستمر هذه الأخيرة في فرض أثمنة جد مكلفة تكاد تكون تعجيزية لكثير من المهاجرين المغاربة خاصة ذوي الدخل المحدود والذين غالبا ما يكونون أصحاب أطفال صغار في سن التمدرس...وبالرغم من معضلة الغلاء فإن عددا من هذه الشريحة تجد نفسها مرغمة على اقتناء تذاكر هذه الشركة وذلك في غياب أي بديل عنها ، وكذا لكون عدد كبير من هؤلاء المهاجرين تربطهم ببلدهم الأم التزامات عائلية وفي بعض الأحيان إدارية...

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة أمام غلاء تذاكر هذه الشركة نظرا لانفرادها بسوق النقل صوب المغرب ، هو ماذا عن جودة الخدمات التي تقدمها لهذه الفئة العريضة من المجتمع المغربي؟ وماذا عن ظروف الرحلة التي تتجاوز اليومين زمنيا؟

إن أول مشكل بات يطرح نفسه بإلحاح هو عدم احترام هذه الشركة لمواعيد السفر خاصة بميناء جنوة الإيطالي وبالتالي ميناء برشلونة الإسباني نظرا لارتباط الرحلتين بعضهما ببعض، وكمثال على ذلك ليس على سبيل الحصر تأخر المواعيد الذي وصل لثماني ساعات في آخر رحلة التي خضت غمارها والتي من المفروض أن تنطلق يومه السبت 5 يوليوز 2025 لكنها انطلقت للأسف الشديد على الساعة الرابعة والنصف من صباح يوم الأحد ..وهو نفس المشكل الذي حصل في رحلة السبت الماضي حسب شهادة أحد المسافرين الذي كان له تواصل مع بعض ذويه الذين عاشوا ظروف هذه الرحلة المتعبة قبل انطلاقها ، وأما بعد انطلاقها فظروف الرحلة تكاد تكون غير مريحة تماما خاصة للعائلات التي حجزت بالغرف الجماعية "fauteuil " إذ من غير المعقول أن يجد المسافر نفسه أمام واقع خدمات أساسية أقل مايقال عنها مهترئة وخادشة لكرامة الإنسان : فهل يعقل ألا تتوفر الحمامات والمراحيض على المفاتيح في ظل أثمنة تذاكر خيالية وتعجيزية كلما تأخر المواطن في حجزها؟

إن هذا الواقع الكارثي من حيث أثمنة التذاكر وكذا الخدمات الأساسية التي تقدمها هذه الشركة لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالديار الأوربية يستدعي مراجعة شاملة وعميقة سواء من حيث الأثمنة أو الخدمات أو التزاماتها بمواعيد السفر إذ لا حديث إبان الرحلة سوى عن هذه المشاكل كلها...كما على السلطات المغربية أن تتدخل لإيجاد حلول عملية من شأنها حفظ كرامة هذه الفئة العريضة من المجتمع المغربييييي، فلا يعقل البثة أن تترك جالية تعد بالملايين أن تواجه مصيرها بنفسها وذلك بتوفير خطوط أخرى تدخل حيز الخدمة لمنافسة هذه الشركة من أجل تخفيف عبء هذا الغلاء مع ضمان جودة الخدمات وهو مطلب بات ملحا أكثر من ذي قبل لما فيه من تشجيع للأجيال القادمة على ارتباطها بوطنها الأم وبالتالي خدمة للسياحة الوطنية.