علم "الإمارة الإسلامية" يرفرف في موسكو: اعتراف روسي رسمي بطالبان يفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية

علم "الإمارة الإسلامية" يرفرف في موسكو: اعتراف روسي رسمي بطالبان يفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية استقبال سفير طالبان، غول حسن حسن، وتسليمه أوراق اعتماده لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف
في مشهد يختزل تحوّلات كبرى في الجغرافيا السياسية، رُفع علم "الإمارة الإسلامية" – وهو العلم الرسمي لحركة طالبان – يوم الأربعاء 3 يوليو 2025، فوق مبنى السفارة الأفغانية في موسكو، إيذانًا باعتراف رسمي من روسيا بحكومة طالبان في كابول، لتصبح بذلك أول دولة تُقدم على هذه الخطوة منذ استيلاء الحركة على السلطة في صيف 2021.

القرار الروسي لم يكن مفاجئًا كليًا، إذ سبقه تقارب دبلوماسي واقتصادي متصاعد مع سلطات كابول، توّج مؤخرًا باستقبال موسكو لسفير طالبان الجديد، غول حسن حسن، وتسليمه أوراق اعتماده لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. هذا الإجراء الدبلوماسي، تلاه رفع العلم، ليحمل رمزية قوية ورسالة مفادها: موسكو لا تتردد في كسر التوافق الدولي حينما تملي عليها مصالحها ذلك.

المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، وصف الخطوة بأنها "تاريخية"، مؤكداً على رغبة روسيا في تعزيز التعاون مع أفغانستان في مجالات الأمن ومكافحة المخدرات والبنية التحتية والتعليم والتجارة.

رفع علم طالبان فوق سفارة أفغانستان في قلب موسكو لا يُعد مجرد إجراء بروتوكولي. إنه إعلان صريح بتحوّل في ميزان القوى في آسيا الوسطى، وإعادة ترسيم لخرائط النفوذ بعد انسحاب الولايات المتحدة وحلف الناتو من أفغانستان.

هذا التحوّل يأتي في سياق سعي موسكو إلى تأكيد نفوذها في محيطها الإقليمي، في مواجهة ضغوط غربية متزايدة بسبب الحرب في أوكرانيا. كما يمثل رسالة غير مباشرة إلى الصين وإيران وتركيا، مفادها أن روسيا قادرة على لعب دور الوسيط والحليف في واحدة من أكثر المناطق اضطرابًا في العالم.