الخُراج الشرجي "حبوبة فالمخرج": حالة إستعجالية صامتة تُعالج بدقة علمية بفضل طب البروكتولوجيا Proctologie

الخُراج الشرجي "حبوبة فالمخرج": حالة إستعجالية صامتة تُعالج بدقة علمية  بفضل  طب البروكتولوجيا Proctologie الدكتور أنور الشرقاوي والدكتورة غزلان الإدريسي
بقلم الدكتور أنور الشرقاوي، بالتعاون مع الدكتورة غزلان الإدريسي، طبيبة مختصة في أمراض الشرج والمستقيم وتقنيات الليزر الحديثة Procologie -Laser 
 
مرض السكري غير المتوازن قد يكون سبباً مباشراً في حدوث خُراج شرجي ( حبوبة فالمخرج ) . 
و تأخر المرضى  في استشارة الطبيب أمرٌ شديد الخطورة. 
إما بسبب الخجل، أو الجهل بحقيقة الأعراض، أو لأن الألم يبدأ تدريجياً وغير مقلق في بدايته 

إنها آلام لا يُفصح عنها بسهولة، تُؤجل، تُخفى، أو تُفسَّر على أنها أمر عابر.
انزعاج حميمي يُغطى بالصمت أكثر مما يُعالج بالعلم.
لكن خلف هذا الانزعاج الصامت قد تختبئ حالة إستعجالية حقيقية: الخُراج الشرجي ( حبوبة فالمخرج  Abcès anal)
يُعد هذا "الخراج"  من الأمراض المهملة إعلامياً، والمُستهان بها مجتمعياً، كونه يصيب منطقة يلفّها الخجل بصمت كثيف.
غير أنه يتطلب تدخلاً سريعاً ودقيقاً، لأن إهماله قد يُحوّل الألم الصغير إلى معاناة كبرى.
 
حين يتحوّل الألم إلى عذاب لا يُحتمل 
الخُراج الشرجي غالباً ما ينجم عن التهاب في إحدى الغدد الصغيرة الموجودة في قاعدة القناة الشرجية.
غدة صغيرة، لا تُرى، لكنها إذا انسدت، تتحوّل إلى بؤرة صديدية نشطة.
يتراكم القيح بسرعة، فينشأ التهاب موضعي، وتورم، وألم نابض شديد، يزداد حدةً عند الجلوس أو التبرز.
 
عوامل كثيرة تُحفّز تشكّله 
من بين الأسباب الأكثر شيوعاً:
شق شرجي مصاب بالعدوى او 
أمراض التهابات الأمعاء المزمنة مثل داء كرون او داء السكري غير المتحكم فيه وغير المتوازن او 
انخفاض المناعة لأي سبب كان.
وفي بعض الحالات، لا يظهر أي سبب واضح.
فالبنية التشريحية وحدها قد تكون كافية لظهور الخُراج.Abcés anal 

أنواع متعددة... وتشخيص ضروري 
الاختصاصيون يميّزون بين عدة أنواع من الخُراجات الشرجية حسب مكانها:الخُراج العِجاني؛ و الخُراج الإِشْكِيُّ المستقيمي؛والخُراج بين المعاصِر؛ و الخُراج فوق الرافِع (الأعمق والأندر). وهي تسميات طبية محظة تهم الطبيب البروتوكولوك المختص في علاج أمراض هذه المنطقة الحساسة من الجسم. 
ورغم تنوع هذه الأنواع، فإن القاسم المشترك بينها واحد: كلها تتطلب علاجاً فورياً ودقيقاً.
 
 
لماذا يتأخر المرضى في طلب العلاج ؟
تأخر المريض في استشارة الطبيب أمرٌ شائع… وشديد الخطورة.
إما بسبب الخجل، أو الجهل بحقيقة الأعراض، أو لأن الألم يبدأ تدريجياً وغير مقلق في بدايته.
كثيرون يظنون أنه بواسير عابرة، أو حساسية بسيطة،
ويبدأون في وضع كريمات من تلقاء أنفسهم، على أمل أن "تختفي لوحدها".
لكن الحقيقة الصارخة هي أن الخُراج " حبوبة في المخرج "  لا يزول من تلقاء نفسه.
بل قد يمتد، ويتمزق، ويخلف وراءه ناسوراً شرجياً ( ثقب متعفن في الشرج ) ، بل وقد يؤدي إلى تسمم الدم في الحالات المتقدمة.
 
العلاج واضح… ومدروس علمياً 
بعكس ما يظنه البعض، لا يُعالج الخُراج الشرجي بالمضادات الحيوية وحدها.
العلاج القياسي هو الجراحة الطفيفة البروكتولوجية petite chirurgie proctologique 
شق صغير، تحت التخدير الموضعي أو العام، يسمح بتفريغ القيح وتخفيف الضغط المؤلم فوراً، تؤكد الدكتورة غزلان الإدريسي، طبيبة الشرج والمستقيم بمدينة سلا وتضيف : 
 
"العلاج مَقنَن ومُعتمد على بروتوكولات علمية مدروسة بدقة ".
هذا يعني أن الإجراء ليس عشوائياً، بل يستند إلى سنوات من الخبرة والتوصيات الدولية.
يتم تفريغ الخُراج، ويُترك الجرح مفتوحاً ليلتئم بشكل طبيعي، ويتم متابعة المريض لتفادي تكرار الحالة أو تطورها إلى ناسور.
وفي بعض الحالات، يتم اللجوء إلى فحص أدق لتحديد وجود اتصال داخلي مع القناة الشرجية.
 
الرسالة الأهم للمجتمع 
الخُراج الشرجي l’Abcès anal  ليس عيباً ولا قدراً محتوماً.
إنه مرض شائع، مؤلم، لكن يمكن علاجه بسهولة.
فقط يجب أن نتحدث عنه في الوقت المناسب.
لأن الصمت في هذه الحالات يزيد الألم، بينما الكلمة تُداوي… وقد تنقذ حياة.