شكّلت هذه الدورات "مكاناً لاختبار تحليلات وفرضيات جديدة، من شأنها أن تكسب الشعر المغربي المزيد من الآليات ليفهم مغامرته التي ارتضاها ليبني جماليته وفرادته".
جائزة الأركانة العالمية
أطلق بيت الشعر سنة 2002 "جائزة الأركانة العالمية"، وسمّاها باسم شجرة مغربية أصيلة، لأنها "شجرة فريدة، لا تنبت إلا في المغرب، وتحديداً في منطقة محصورة في جنوبه".
تهدف الجائزة إلى "الاحتفاء بالمُنجز الشعري الأكثر إضاءة في المشهد العربي والعالمي"، وتم منحها إلى أسماء لامعة، ومنها محمود درويش (فلسطين)، سعدي يوسف (العراق)، محمد الأشعري (المغرب)، إيف بونفوا (فرنسا)، فولكر براون (ألمانيا)، وديع سعادة (لبنان)، جوزيبي كونتي (إيطاليا).
تُمنح الجائزة من خلال لجنة تحكيم مستقلة، وتبلغ قيمتها 12 ألف دولار، ودرع مصنوع من النحاس المغربي، ومبلغ مالي". تتكوّن هيئة تحكيم جائزة الأركانة من 9 أعضاء كحد أقصى، تعيّن سنوياً لدورة واحدة، وتضم شخصيات شعرية وثقافية معروفة بالكفاءة والنزاهة.
بيوت الشعر العربية والعالمية
تُعد بيوت الشعر منارات ثقافية تحتضن القصيدة وتعيد دمجها في الحياة العامة. برز في الوطن العربي بيت الشعر في الشارقة، كمبادرة استراتيجية منذ 2015، توسّعت لتشمل فروعاً في تونس والسودان ومصر وموريتانيا، ودعمت أكثر من 1400 شاعر عربي.
أما بيت الشعر في القيروان، فكرّس حضوره كمركز ثقافي نشط، حيث نظّم مهرجانه التاسع سنة 2025، مؤكداً استمرار دوره التنويري. كما يواصل بيت الشعر في العراق نشاطه الثقافي، من خلال تنظيم أمسيات ومهرجانات مثل "شاعر شباب العراق"، وفعاليات اليوم العالمي للشعر. يشرف عليه عدد من الأكاديميين والمبدعين، في إطار سعيه لتعزيز حضور القصيدة في الفضاء العراقي العام.
على المستوى الدولي، يواصل "Silva Poetry House" في كولومبيا أنشطته كمتحف ومركز أدبي منذ 1986، بينما يشكّل "The Frost Place" بالولايات المتحدة، نموذجاً لإحياء إرث الشاعر روبرت فروست، من خلال الإقامات الشعرية والبرامج التعليمية.
في المقابل، واجه مشروع بيت رامبو وفيرلين في لندن، تعثّراً بعد بيع المنزل، لكنه ما زال قائماً كمؤسسة ثقافية. تبرز هذه النماذج كيف تتنوّع بيوت الشعر بين المساحة الرمزية، والممارسة الثقافية الفعلية، والتجذّر في المكان.
عن/ الشرق