أعلنت جمعية أبي رقراق عن موعد وبرنامج الدورة 15 من مهرجان مقامات التي ستنعقد فعالياتها في الفترة الممتدة من 9 إلى 16 يوليوز 2025، وستحتضنها فضاءات ثقافية حديثة وأخرى نابضة بالأصالة اعتادت أن تتألق خلال هذا الحدث المرتقب كل عام.
وتسجل هذه الدورة الجديدة لحظة فارقة في مسار "مقامات"، بعد أن فرض تألق المهرجان على المنظمين عدم الاكتفاء بمرحلة واحدة كما هو حال الدورات السابقة، وأعلنت الجمعية عن تنظيم فعالياته مقسمة على مرحلتين، تحمل الأولى شعارا دالا هو : "حوار الأجيال الإبداعية السلاوية"، أما المرحلة الثانية فقد فضلت الجمعية تركها مفاجأة للمشهد الثقافي خاصة أنها تأتي في سياق تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.
ويبدو أن فرحة أهل سلا وكل زوار هذه المدينة الأصيلة ستتواصل مع الأنشطة المبرمجة ضمن الدورة 15 من مقامات، والتي زاوجت بين الأصيل والحديث في توليفة جميلة وبليغة تؤكد أن الإبداعية السلاوية هي استرسال في الزمان والمكان وتسليم المشعل من جيل إلى جيل، وانصاف لذاكرة حية من خلال نبض الحاضر المتجلي في شباب حملوا الموروث تاجا فوق رؤوسهم.
وربط نور الدين شماعو بين حركية المهرجان في حلته الجديدة، وبين تجديد هياكل جمعية أبي رقراق التي كانت قبل ثلاثة أشهر، لتدشن الدورة 15 من مقامات أول مسلسل للمهرجانات الكبرى، كما أبرز ما يميز الدورة الحالية بكونها تتكون من مرحلتين.
ولم يفت شماعو توجيه الشكر لعامل عمالة سلا، الذي دعم تنظيم الدورة 14، وكذلك المرحلة الأولى من الدورة الحالية 15، والشكر نفسه وجهه رئيس جمعية أبي رقراق لكل من تعاون بتوفير بعض فضاءات الدورة، ولإدارة المهرجان "التي تبذل مجهودات مضنية جدا، من أجل ضمان تنظيم محكم، بغض النظر عن الإمكانيات المحدودة".
وعبّر شماعو عن أمله في "يلقى مشروع المرحلة الثانية الدعم اللازم لها، اعتبارا لخصوصيات برنامجها الهادف إلى تنزيل مقاربة أدبية وفنية مبتكرة، في مجال أدوار التعبير عن الوحدة الترابية للمملكة".
من جهته أجاب عبد المجيد فنيش، مدير المهرجان على سؤال لماذا شعار : "حوار الأجيال الإبداعية السلاوية"، موضحا أن "الإبداع السلاوي هو سلسلة ترتبط حلقاتها بعرى وثيقة"، كما أن "لكل حلقة خصوصية تميزها، لكن في ظل ثوابت خصوصيات الألوان الإبداعية". وأيضا لما يميز سلا من كونها مدينة للأسر الإبداعية، حيث تنقل الأجيال إلى بعضها – داخل الأسرة – مفاتيح الاستمرارية".
ويخلص فنيش إلى القول إنه يجوز تأسيسا على ما سبق، "أن نراهن على أن جل محطات برنامج الدورة، هي لتأكيد رسوخ ثقافة حوار الأجيال الإبداعية في سلا".
فاتحة الدورة 15 ستنطلق من مركب التنشيط الثقافي والفني تابريكت من خلال احتضانه لحفل الافتتاح، الذي سيهدي للجمهور باقة من بستان الأغنية العصرية السلاوية عبر روائع نجوم من 1940 إلى 1970، منهم على سبيل الذكر لا الحصر، بهيجة إدريس، المعطي بنقاسم، الحسين السلاوي، إسماعيل أحمد وعبد الواحد التطواني. كما يحل الفنان حميد زيري ضيف شرف السهرة الافتتاحية، ويحييها ثلة من الفنانين الشباب الواعدين.
ويعبر مقامات مباشرة إلى الأصالة من خلال برمجة أنشطة "ملتقى نجوم الغد للفنون التراثية" برواق باب فاس، وذلك في الفترة الممتدة من 10 إلى 14 يوليوز، حيث سيلتقي السلف مع الخلف من أسرة واحدة في هذا الفضاء العتيق، من خلال الموسيقى ألأندلسية والملحون والفن العيساوي وكناوة، كما تحضر روائع الأغنية الوطنية.
فضاء ثقافي حديث آخر سيكون مسرحا لأنشطة مقامات، وهو المركب الثقافي الملكي، الذي سيحتضن "ملتقى مسرح الطفل"، إلى جانب ورشات تكوينية للشباب في التقنيات المسرحية، وأيضا عروض ضمن ملتقى المسرح السلاوي الشبابي موجهة للكبار.
وتضرب ساحة باب أحساين موعدا مع التألق من خلال "ملتقى الحضرة النسوية"، كما هو الشأن بالنسبة لباب دار الصناعة البحرية التي ستحتضن "السمفونية الغيوانية" بضيف شرف كبير وهو الفنان الرائد وقيدوم الأغنية الغيوانية، مولاي عبد العزيز الطاهري.
وسيكون مسك الختام بحفل يحتضنه المقر المركزي لجمعية أبي رقراق، يتوزع عبر حصة أولى تخصص للكوميديا الساخرة في الملحون، ثم حصة ثانية خصصت لبساط الحضرة الغازية، وبذلك سيسدل مقامات الستار على المرحلة الأولى من دورته الـ 15، التي يترقبها جمهور سلا وعموم جمهور الثقافة والفن منذ أن اختتمت الدورة 14 فعالياتها العام الماضي.
من مهرجان مقامات سلا(أرشيف)