على امتداد أشهر مارس وأبريل وماي ويونيو من سنة 2025، خاضت الأجهزة الأمنية المغربية، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، معركة مفتوحة ضد شبكات الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية.
النتائج الميدانية لهذه الحملة المكثفة كشفت عن حصيلة ثقيلة تعكس شراسة هذه الحرب وامتدادها الجغرافي وتطور أساليب التهريب.
خلال هذه الفترة، تمكنت المصالح الأمنية من حجز ما يزيد على 85 طناً من مخدر الشيرا، أبرزها عملية نوعية نُفذت بسيدي قاسم في 10 أبريل 2025، تجاوز فيها الوزن 25 طناً، وأخرى بمراكش بلغت نحو 18 طناً. كما تم ضبط كميات غير مسبوقة من المخدرات الصلبة، خصوصاً الكوكايين، الذي تجاوز وزنه الإجمالي 623 كيلوغراماً، جلّها تم حجزه في عمليات نوعية بكل من ميناء طنجة المتوسط ومعبر الكركارات.
أما الأقراص المهلوسة والمؤثرات العقلية، فقد سجلت أرقاماً قياسية في ضبطها، حيث تم حجز ما لا يقل عن 402.267ألف قرص مهلوس من أنواع مختلفة مثل “ريفوتريل” و”إكستازي”، وتوزعت بين المدن الكبرى والأسواق الاستهلاكية الداخلية، كما تم رصد محاولات تهريبها عبر المعابر الحدودية، خصوصاً بني أنصار وباب سبتة ومطار محمد الخامس الدولي.
من الناحية البشرية، أسفرت هذه العمليات عن اعتقال 152 شخصاً في إطار 63 عملية نوعية، بينهم مغاربة وأجانب، من ضمنهم أشخاص مطلوبون دولياً بموجب مذكرات بحث، إضافة إلى عناصر لديهم سوابق جزائية، بل وحتى موظفي شرطة متورطين في قضايا تهريب أو تواطؤ. وقد كشفت بعض القضايا عن امتدادات لشبكات دولية، تم على إثرها توقيف مواطنين فرنسي وبولندي يُشتبه في ارتباطهما بترويج الكوكايين.
جغرافياً، توزعت الضربات الأمنية بين شمال البلاد (طنجة وتطوان والناظور وفاس)، ومنطقة الوسط (الدار البيضاء وخريبكة وسلاومراكش)، بالإضافة إلى مناطق الجنوب (الداخلة وتيزنيت والكركارات)، مما يعكس اتساع الرقعة التي تنشط فيها هذه الشبكات وتعدد مسالك التهريب، سواءً البحرية أو البرية أو الجوية.
وتؤكد هذه الحصيلة أن المغرب، في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية المرتبطة بتجارة المخدرات، يواصل تنفيذ سياسة أمنية استباقية تعتمد على التنسيق الاستخباراتي والضربات المركزة، بهدف تجفيف منابع المخدرات ومنع انتشارها وتفكيك شبكاتها.
"الوطن الآن" تقدم جردا للعمليات الأمنية خلال الفترة المذكورة.