ففي أوج الحصار الياباني للصين، اهتدى حكام بكين إلى إنجاز طريق بري يربط بين مدينة Kunming بمحافظة Yunnan جنوب الصين، مع ساحل البنغال بمدينة lashio، كبرى مدن ولاية Shan بشمال بورما ( ميانمار حاليا)، على طول 1100 كلم، أي ما يعادل المسافة الفاصلة بين مدينتي البيضاء والعيون تقريبا.
هذا المشروع أنجز في وقت قياسي لا يتعدى 8 أشهر، رغم وعورة التضاريس الجبلية وشدة انحدار منعرجاتها؛ أي بمعدل 138 كلم تقريبا في الشهر، ( وهو ما يفيد إنجاز 4،6 كلم في اليوم من هذه الطريق).
هذ المشروع المهم ساعد الصين وحلفائها الغربيين - بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية- في توظيف هذا المعبر البري الاستراتيجي لتموين الصين بالسلاح وبالمؤن وباقي حاجياتها لمواجهة دموية الجيش الياباني.
بعد انتهاء الحرب العالمية عام 1945، ربح العقل الكوني معطى ملموس، يتمثل في أنه لما تتوفر عند المسؤولين ومدبري الشأن العام، الإرادة و"الكبدة على البلاد"، تتحقق المعجزات وتهون الصعاب.
أمنيتي هي أن يتم إرسال مسؤولينا (وزراء وبرلمانيين ورؤساء جماعات ترابية وولاة وعمال ومدراء مؤسسات عمومية ومهندسي وزارة التجهيز والجماعات وأرباب شركات البناء والأشغال)، إلى الصين وبورما ( ميانمار) ليعبروا هذه الطريق المهمة، عسى أن يستلهموا ويستفيدوا ويحملوا لنا جوابا على السؤال الوحيد الذي يؤرق معظم المغاربة: لماذا في المغرب مازلنا، ونحن في القرن 21، ننجز طريقا أو بدالا أو قنطرة أو نفقا أو مدارا طرقيا أو شارعا بطول 5 كيلومترات بالوسط الحضري في 36 أو 48 شهرا، وربما أكثر؟
وإن لم يحمل هؤلاء المسؤولين( كل بصفته وباسمه)، الجواب الشافي والمقنع لتفسير ظاهر "التجرجير" في إنجاز مشاريع البنية التحتية بالمغرب، من الأحسن أن يتم رميهم في "ظلمات بحر الصين"، كشكل من أشكال تبرأ المغرب والمغاربة منهم.
ملحوظة:
أنا مستعد لتحمل كلفة قرض بنكي لتمويل سفر 5 مسؤولين مغاربة لمعاينة "طريق بورما". ولي اليقين أن مغاربة آخرين لديهم نفس الرغبة والقدرة على تحمل الأقساط البنكية.
المهم "طلقونا لفراجة"!