قال محمد أيت بوسلهام، المحلل السياسي، أن الهجوم الامريكي على 3 مفاعلات نووية ايرانية يندرج في إطار خطة لإضعاف الموقف الإيراني ووقف المشروع النووي العسكري الإيراني، والاستجابة للمطالب الملحة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يلجأ لسياسة الهروب إلى الأمام لتفادي محاكمته داخليا ودوليا.
وزاد بوسلهام قائلا، في حلقة من برنامج "ديكريبتاج" على إذاعة "إم إف إم"، أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تصرف بعقلية رجل الأعمال وحكمة السياسي ومشاعر الرجل المتدين لإبعاد تهديدات وأخطار إيران عن إسرائيل ودول الخليج ولكن في سياق تصور جديد لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط.
وأضاف محمد أيت بوسلهام، أنه منذ قيام دولة إسرائيل واعتراف منظمة الأمم المتحدة بها عام 1948 إلى غاية الآن، ودول المنطقة العربية مجتمعة أو منفردة تعيش أزمة تلو الأخرى، ولم تتوقف الأزمات وكل هذا بسبب إسرائيل. كل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تعكس بعدا إيديولوجيا متطرفا، فهذا النظام الموجود في تل أبيب يؤمن بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وهذا المعطى موجود لديهم ليس كأيديولوجية وإنما كمخطط قائم داخل الكابينت الإسرائيلي، والمبشرون الاسرائيليون بمن فيهم القيادة الجديدة، يؤمنون بأن استمرارية إسرائيل ليس فقط خدمة للولايات المتحدة الأمريكية وإنما يشكل خدمة للرب وللتوجه الديني، فهؤلاء يؤمنون بعودة المسيح الدجال (التيار الإنجيلي) والإيرانيون يؤمنون بمجيء المهدي المنتظر.
وبخصوص المعاملة باختلاف، قال محمد ايت بوسلهام، أن في إيران يوجد 11 مفاعلا نوويا وليس ثلاثة مفاعلات، ما تم ضربه هو مفاعلات فوردو ونطنر واصفهان، وقد تم إخبار إيران قبل الضربة، فهناك اتصالات في الكواليس بين واشنطن وطهران، وأمريكا باركت الاجتماع الذي تم في جنيف بين وزير الخارجية الإيراني عراقجي ووزراء فرنسا وألمانيا وبريطانيا في جنيف، وكل هذه الاتصالات تمت تحت المظلة الأمريكية. بوتين طلب في اتصال مع الاسرائيليين بعدم المس بالمفاعل النووي بوشهر لكونه يضم خبراء روس، ولذلك لم يتم ضربه من طرف أمريكا، وهو ما يؤكد وجود تنسيق دولي في الموضوع.
الهجوم الاسرائيلي على إيران تم بموافقة أمريكية، فهناك خلية تنسيق بين البيت الأبيض وتل أبيب على ثلاث مراحل: الهدف الأول هو تدمير المشروع النووي الإيراني، وهو الأمر الذي لم يتحقق وتم تأجيله. الهدف الثاني هو القضاء على القوة الصاروخية الإيرانية، والهدف الثالث هو تغيير بنية النظام السياسي الإيراني، لأن إسرائيل ضاقت ذرعا بهذا النظام، كما ضاقت دول الخليج درعا به بسبب أفكاره التوسعية وتدخلاته في المنطقة والتي عانينا منها أيضا في المغرب بتدخلاته لدى الجزائر ولدى الانفصاليين، وإيوائه لمجموعة من المنظمات التي تشوش على الأمن الإقليمي لبلدان الخليج، لكن عندما نتحدث الآن فإننا نقول بأن إضعاف إيران في ظل استمرار النظام الحالي سيؤثر بلا شك على المنطقة اقتصاديا وبيئيا، علما أن دول الخليج تصدر 30 في المائة من الطاقة الى العالم و 25 في المائة من الغاز الطبيعي الى العالم، واذا توقف هذا فسيؤثر على العالم، وهناك دولتان يهمهما حفاظ النظام الإيراني على استقراره وليس قويا وهما تركيا وباكستان، واذا انكسر النظام الإيراني فبلا شك سيكون الهدف القادم هو تركيا وباكستان.