كأس العالم للأندية 2025.. حينما تهتز الشوارع الأمريكية بألوان العرب 

كأس العالم للأندية 2025.. حينما تهتز الشوارع الأمريكية بألوان العرب  صورة تعبيرية للجماهير العربية
 كأس العالم للأندية لن تدوم سوى شهراً ،
 لكن أثر الجماهير العربية في الشوارع الأمريكية، قد يدوم دهراً... وقد يُبدِّل وجه التاريخ .
 نيويورك، فيلادلفيا، لوس أنجلوس، هيوستن ...
أسماءٌ تُشبه العروش،
تُضيء خارطة القوة كما يُضيء القمرُ وجوه الشعراء في قصائد محمود درويش.
ومع ذلك، لم يكن للنجمة الأمريكية أن تحتكرَ نبض الشوارع.
فلقد ارتفعت في السماء راياتٌ بلون القلب،
راياتٌ حمراء، خضراء، بيضاء، سوداء...
رايات المغرب ومصر وتونس والسعودية والإمارات،
فكان للهوية العربية أن تصحو فجأة في حضن الإمبراطورية.
إنها ليست مباراة فقط،
إنها يقظة، هبة وجدانية،
انبعاث فخرٍ عربي على أرضٍ ظنّها البعض لا تسمعُ سوى لغتها.
 هتافٌ لا يُكتم، وفرح لا يُعقل 
في أرصفة واشنطن،
صوت الزغاريد أقوى من أبواق السيارات،
وفي فيلادلفيا، تغني الجموع بالدارجة، بالخليجية، باللهجة المصرية،
كأن الوطن انتقل إليهم في لحظة،
أو كأنهم استعادوه من بين فواصل الغربة.
 الوداد، الأهلي، الترجي، الهلال، العين ...
ليست أنديةً فحسب،
بل سفراءُ الروح،
لشبابٍ ما بين الحنين والغضب،
ما بين الانتماء والحلم،
شبابٌ لا يطالب بشيء سوى أن يُرى.

 شتاتٌ حيّ، لا يُستورد ولا يُستأجر 
هذه الحشود لم تأتِ من المطارات،
بل خرجت من الجامعات،
من سيارات الأجرة،
من المقاهي العربية في أحياء بروكلين وديربورن،
من المحلات الصغيرة، ومن أحلام كُبّار السن الذين جاؤوا بالأمس،
ومن أحفادٍ اليوم، يتكلمون الإنجليزية بلكنة الوطن القديم.
بعضهم التفّ بالكوفية،
بعضهم ارتدى قميص صلاح أو بوفال،
وجميعهم أنشدوا الأناشيد الوطنية،
وهم يحملون أطفالهم فوق الأكتاف،
كأنهم يرفعون الأمل في وجه النسيان.
" نحن هنا... ولسنا عابرين." 

 رسالة إلى العم سام... اقرأها جيداً 
الذي يحصل ليس مجرد احتفال،
إنه فرصة، ولكنه أيضاً إنذار.
الشباب العربي في أمريكا،
سواء من كان يحمل الجنسية أو ينتظرها،
يمثل كنزاً بشرياً من الإبداع، من الطموح، من الطاقة.
ولكن، هذا الكنز يمكن أن يتحوّل إلى صمت،
ثم إلى عزلة،
ثم إلى احتجاج لا يشبه الغناء...
إذا استمرت السياسة في النظر إلى العرب بعين الريبة،
أو في معاملتهم كقضية مؤقتة لا تستحق الفهم.
الكرة ليست سوى مرآة،
تكشف ما نخفيه،
وتُضخِّم ما نجهله،
ومَن لم يفهم الهُتاف، سيفهم الصدى حين يصفع الجدران.

 اليوم فرح، وغداً مفترق طريق 
اليوم، تتلون الشوارع الأمريكية بألوان الدار البيضاء، القاهرة، الرياض، تونس.
لكن، ماذا بعد؟
هذه الجماهير التي تُشجع،
يمكن أن تبني جسوراً من الدبلوماسية الهادئة،
أن تُنتج فناً، تبتكر مشاريع، تُحرك الاقتصاد.
ويمكن، في ظل الإهمال، أن تنسحب إلى الظل،
أن تحترق في صمت،
أن تتحوّل إلى سؤالٍ لا يُجاب.
 الكرة تدور، 
 ومعها تدور حكاية العرب في المهجر .
يا أمريكا،
في كل لمسة من قدم لاعب عربي،
وفي كل نشيد يرفعه مشجع يرتدي الطربوش،
تُكتب فقرة من مستقبلك الداخلي.
فاليوم نُغني،
وغداً... إن لم تُصغِ، سنصرخ.
إليكِ يا أمريكا، من شاعرٍ يكتب بالحبر والنبض،
سلامٌ – أو تحذير – من ابن المشرق والمغرب العربي .. إلى العم سام