واشنطن تطلب الاستسلام الكامل.. نهاية وشيكة لنظام الملالي؟

واشنطن تطلب الاستسلام الكامل.. نهاية وشيكة لنظام الملالي؟ المرشد الإيراني علي خامنئي
في تطور غير مسبوق، طالبت الإدارة الأمريكية، عبر رسائل مباشرة ، بما وصفته بـ”الاستسلام غير المشروط” لما تبقى من نظام الملالي في إيران، معتبرة أن أي خيار آخر سيكون بمثابة انتحار استراتيجي لطهران.
 
بحسب معطيات ميدانية وتحليلات متقاطعة، لم تعد الجمهورية الإسلامية تملك المقومات العسكرية والاقتصادية الكفيلة بإطالة أمد المواجهة، لا على الصعيد الداخلي المتفكك، ولا على مستوى الجبهات الخارجية المتعددة. فقد استُنزفت قدراتها بفعل العقوبات القصوى، وتراجع الدعم الشعبي، والاختراقات العسكرية التي طالت عمقها الاستراتيجي، داخل حدودها.
 
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الخيار الأمريكي المطروح لا يترك مجالًا للمناورة: إما الانخراط في عملية تسوية شاملة وفق الشروط الغربية، أو مواجهة انهيار كامل.
 
شروط “الاستسلام غير المشروط”
ورغم أن التعبير المستخدم يوحي بغياب الشروط، إلا أن الولايات المتحدة تضع معادلة سياسية وأمنية واضحة للانتقال إلى مرحلة ما بعد النظام الديني الحالي. أبرز هذه الشروط تتلخص في أربع نقاط رئيسية:
 1. إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة تحت إشراف دولي، تنبثق عنها مؤسسات شرعية جديدة.
 2. صياغة دستور مدني علماني يضمن الحريات الفردية ويقطع مع حكم رجال الدين.
 3. الاعتراف الكامل بدولة إسرائيل وإنهاء أي دعم مباشر أو غير مباشر لفصائل المقاومة المسلحة في المنطقة.
 4. تفكيك البرنامج النووي وبرامج التسليح كافة، بما فيها الصواريخ الباليستية، مقابل ضمانات دولية بعدم التدخل العسكري.
 
هل يملك النظام الإيراني خيارًا آخر؟
تتزايد المؤشرات على أن النظام يواجه معضلة وجودية حقيقية. فبين ضغوط الخارج وانفجار الداخل، لم يعد بوسع طهران المراهنة على تحالفات إقليمية مهزوزة أو خطاب ثوري مستهلك. وبحسب مصادر من داخل النخبة الحاكمة، بدأت تظهر انقسامات حادة بين جناح راديكالي متمسك بالتصعيد، وآخر براغماتي يرى أن التنازل اليوم قد يحفظ شيئًا من المستقبل.
 
يبدو أن الاستسلام لم يعد خيارًا مذلًا بل مخرجًا اضطراريًا. وما تنتظره واشنطن ليس خطابًا بل خطوات ملموسة تنقل إيران من مرحلة الثيوقراطية إلى الدولة الحديثة.