الحادث الذي بين أيدينا كسر قاعدة ومقولة كون المعين فوق المحاسبة عكس المنتخب الذي يزج به في السجن بعدما عرفت السنتان الاخيرتان رقما غير مسبوق . فلا أحد فوق القانون .المتتبع اليقظ لايشك لحظة ان الصراع بينهما على أشده وبشكل بارز في المدن الكبرى التي يبدو أن الأمر فيها واضحا لايحتاج لدليل.مراكش لاتخرج عن هذا السياق بل نستطيع القول إذا كانت المواجهة واضحة في مناطق أخرى ففي المدينة الحمراء لها أسلوب خاص . ومن أجل استجلاء تمظهراتها حري بنا أن نقف عند حدثين هامين وللصدفة ان يتزامنا معا على التوالي العام الماضي والحالي في نفس مناسبة عظيمة كعيد الأضحى.
في السنة الماضية تفجرت فضيحة هدايا الأضاحي التي تم تقديمها للجسم الصحفي بالمدينة بعدما انتفض البعض الآخر ممن تم حرمانهم للمطالبة بالمساواة في الهدايا والعطايا . فرغم غرابة الطلب في موسم عرف غلاء غير مسبوق وقف أمامه المواطن عاجزا يبدو اننا لم نعد قادرين على استيعاب تناقضات اصبحنا نعترف بوجودها بعدما كانت في السر . لكن يبدو أننا فقدنا البوصلة في كل شيء وفرطنا في كثير من القيم النبيلة التي تؤطر علاقتنا. قد يقول قائل وماعلاقة هذا التوجيه مع هذه النازلة ؟ أوضح أن كثير من اعطاب الجهة ليس بالضرورة راجعة بالأساس للمسؤول الأول لوحده بل لمحيطه القريب والبعيد الذي ساعد للوصول إلى تلك النتيجة سواء المشاركة بالصمت اوالتهليل والمباركة او الانجاز. إن
أطراف الصراع بالجهة تتمتع بحرفية عالية في نصب الشراك لخصوم اجنداتها الخفية والمعلنة وهم القادرون على إزاحة كل من سولت له نفسه الوقوف أمام تجذرها وسرمديتها .فهي لم تستفد ممن صالوا وجالوا والنهاية معروفة والبعض منهم قابع في ركن بالوداية وفي ارذل العمر وتلك إشارة لكل من يعتقد عكس ذلك . الحدث يوضح بجلاء أن الوالي لم يقرأ جيدا بيئة الاشتغال ولم يستفد من تجارب من سبقوه بل لم يستوعب بعد اقطاب الصراع بمراكش والتي في كل دورة تطيح برؤوس في مشهد درامي ونهاية لاترحم للشخوص وجودهم ،تلك قصة اخرى لانتمنى ان تبقى وتتكررلأن المدينة تؤدي الثمن مضاعفا نيابة عمن جعلوها فرصة للاغتناء أو تصفية حسابات وعلى جميع الأصعدة .
من يعتقدون أن اعفاء الولي قرار سيحسم وينهي مشاكل التدبير فهو واهم فمن معيقات النجاعة في الإنجاز أن نركن في منهجية حل المشكلات إلى اعفاء المسؤول الأول بل الامر يقتضي أن نتجه لكل من شارك فيه ومن كل المواقع وعلى جميع المستويات ودرجات المسؤولية وهي الطريقة الوحيدة للقضاء عليه.مادون ذلك يبقى تأجيل لأزمة متوارثة وأكباش فداء تقدم عند تفجير كل فضيحة،الأكيد أنها لن تنه الإشكال مادامت قد تركت وراءها مسببين لها وبقايا مستفيدين ومن يحميهم ويعفيهم من المساءلة .