الدكتور أنور الشرقاوي: هل سيعوض الذكاء الاصطناعي يد الجراح، أم أنه سيزيد من دقتها وعمق حكمها الطبي؟
الدكتور كزافييه ديلغاديو : الذكاء الاصطناعي لن يعوض البراعة ولا الإبداع البشري.
القدرة على الارتجال، وابتكار طرق جديدة للتدخل الجراحي، ستظل دائمًا من صفات الإنسان.
لكن الذكاء الاصطناعي يعزز الدقة، ويساعد في اتخاذ القرار، ويمنحنا وصولًا فوريًا إلى مجمل المعرفة الطبية، بعد أن كان هذا محصورًا في أذهان "الكبار العارفين".
إنه أداة رائعة في دعم القرار الطبي، لكنه لن يحل أبدًا محل القلب، واليد، والروح التي تميز الجراح الحقيقي.
الدكتور أنور الشرقاوي :هل تُعد تقنية رذاذات النانو-كيمو عالية الضغط ثورة علاجية في مواجهة سرطانات البريتوان المنتشرة؟ هل لها استعمالات أخرى؟ وكيف تتم هذه التقنية؟
الدكتور كزافييه ديلغاديو :
نعم، تُعرف هذه التقنية باسم PIPAC، أي "العلاج الكيميائي بالبخاخ داخل البطن تحت الضغط" (Pressurized IntraPeritoneal Aerosol Chemotherapy).
نقوم خلالها، عبر المنظار البطني، برش العلاج الكيميائي داخل تجويف البطن على شكل رذاذ نانوي دقيق، وبضغط عالٍ.
هذا يسمح بامتصاص أفضل عبر البريتوان، مع تأثير أقوى على الخلايا السرطانية المنتشرة.
إنها تقنية طفيفة التوغل، أقل كلفة، وتحسن نوعية حياة المرضى.
ولا تقتصر على الكيميائي فقط، بل يمكن استخدامها لنقل فيروسات علاجية، ومضادات مناعية، وأجسام مضادة ذكية.
نحن بالفعل أمام تحول جذري، وتزداد مؤشرات استعمالها يومًا بعد يوم.
الدكتور أنور الشرقاوي :هل يمكن للكولوبروكتولوجيا أن تكشف عن علاقات غير متوقعة بين الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي وبعض الأمراض الجلدية؟
الدكتور كزافييه ديلغاديو : بالتأكيد...عند نقطة الالتقاء بين الجلد والغشاء المخاطي، تظهر الكولوبروكتولوجيا كعلم مشترك بين الجراحة والامراض الجلدية.
فبعض الالتهابات، والعادات الحياتية، والضغوط الميكانيكية تؤدي إلى أمراض تُعبر عن نفسها في هذه المنطقة الحساسة.
الجلد-شرجية (dermatoproctologie) هي اختصاص يستكشف هذه الروابط المهملة، ويكشف عن عوالم جديدة من التفاعل بين الأنسجة والمناعة والسلوك.
الدكتور أنور الشرقاوي : ماذا تعلّمنا قصة تطور الجراحة القولونية المستقيمية عن حدود اليوم وثورات الغد؟
الدكتور كزافييه ديلغاديو: إنها قصة أساسية لفهم حاضرنا ومستقبلنا. ..من "رعاة فتحة الشرج" في مصر القديمة، إلى المعالجين الإنكا، ومن الإغريق إلى الصينيين، كل مرحلة من التاريخ تقدم لنا دروسًا في الخطأ والحدس والابتكار. فالتاريخ يعلمنا التواضع أمام الطبيعة، والجرأة في التجديد، ويفتح أمامنا أبواب الثورات العلمية القادمة.
الدكتور أنور الشرقاوي :كيف نُدخل الابتكار الجراحي دون أن نجرد العملية الجراحية من بعدها الإنساني؟
الدكتور كزافييه ديلغاديو: هذا هو التحدي الأكبر، أمام موجة الطب القادمة، يجب أن نُبقي على جوهرنا الإنساني: النظرة، واليد، والقلب.
يمكن للآلات أن تؤدي الحركات، لكنها لا تستطيع أن تشعر.
علينا أن نؤمن برسالتنا، ونُزاوج بين التكنولوجيا والروح والأخلاق.
فالطب ليس مجرد إجراء تقني... بل هو رسالة حياة.
الدكتور أنور الشرقاوي :ما هي مساهمتكم في مؤتمر الكولوبروكتولوجيا بطنجة 2025؟
الدكتور كزافييه ديلغاديو: سأشارك في الدورة 14 للمؤتمر إلى جانب أكثر من 30 خبيرًا دوليًا.
أمثل جامعة الجراحة القولونية الدولية (International University of Colorectal Surgery) والجمعية المتوسطية للكولوبروكتولوجيا.
هذا المؤتمر ليس فقط ساحة للعلم، بل فضاء للصداقة، وتلاقح الثقافات، وتقاسم الخبرات.
طنجة، كما رآها ماتيس، تتحول إلى جسر بين القارات، والعقول، والقلوب.
الدكتور كزافييه ديلغاديو هو جراح متخصص في:
الجراحة الروبوتية والجراحة طفيفة التوغل الموجهة بالذكاء الاصطناعي ،
الجراحة الورمية البريتوانية باستخدام رذاذات النانو-علاج الكيميائي عالي الضغط ،
الكولوبروكتولوجيا الجلدية المتقدمة ،
تاريخ الجراحة القولونية المستقيمية ،
وتطوير التقنيات الحديثة في معالجة أمراض الجهاز الهضمي وفتحات الإخراج