إهمال فظيع يطال مدينة "زط"، العتيقة المعروفة اليوم بحاضرة مولاي عبد الله ( إقايم الجديدة)، التي نظمت خلال الايام الماضية موسمها الربيعي السنوي ( أنظر الصور)...
هل يعقل ان يتنكر المسؤولون إلى هذا التراث وأن يصل عجزهم عن حمايته إلى هذا الحد!؟ هذا السور الذي يبكي حظه اليوم كان شاهدا علي مراحل تشكل وتطور الدولة المغربية الحديثة منذ المرابطين وإلي اليوم، ولعب ادوارا كبيرة في عهد كل الدول التي تعاقبت علب حكم المغرب، بل تؤكد الابحاث أن هذا الرباط وجد منذ عهود قديمة جدا، فبالقرب منه اكتشفت عظام أقدم إنسان وجد علي وجه الأرض، وبموقعه ايضا توجد آثار شاهدة علي المرور الفينيقي وهناك بعض المواقع مازالت الي اليوم تؤكد وتدل علي ذلك... فهل يعقل أن يكون مصيره بهذا الشكل؟

أفبهذه الطريقة تكرم الشعوب ماضيها وتحفظ ذاكرتها؟ في دردشة صغيرة مع سي قاسم الشبري، المؤرخ المعروف والباحث الفذ، أكد لي ان سور مولاي عبد الله أقدم من سور مدينة مراكش ذاتها، وان السلطان الموحدي (واظنه علي بن يوسف) عندما خطط لتسوير الحاضرة الحمراء بعث بفريق من المهندسين إلى مدينة زط (مولاي عبد الله أمغار) للاستفادة من خبرة مهندسيها وبنائيها ومن تم نقل التجربة إلي مراكش، اكثر من ذلك قال لي بان الصومعة "المكرجة" التي غرقت وسط دور الاسمنت بمولاي عبد الله وغابت حتي عن الظهور، هي اقدم في الوجود من صومعة الكتبية....
مخجل ان ننقل لكم هذه الصور لكن الواقع لو عاينتموه افظع بكثير... كثير جدا... ذاكرتنا تغتال... تراثنا المادي واللامادي يضيع...سور وابواب و حضارة المدينة تستغيث..
فمن يغيثها؟!